أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والتسعون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والتسعون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : * شكر نعمة الأولاد الأسرة هي أساس المجتمع، لذلك اهتم الإسلام ببنائها أشد الاهتمام ووضع لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خطوات تسير عليها وحقوقا تحترم من جميع أعضائها. ولما كانت الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع الصالح الذي ينعم بنور الإيمان فقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم شروطا وبين ضوابط لاختيار الزوجين وبعد الزواج تأتي مجموعة من الحقوق ومنها حقوق الأبناء على الآباء ومن هذه الحقوق التسمية والاستعاذة من الشيطان الرجيم عند إتيان زوجته حرزا من الشيطان والفرحة بهذا المولود. جاء في كتاب «فقه الأسرة» للعلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي عن حقوق الأبناء: إن نعمة الولد نعمة عظيمة امتن الله بها على عباده، ولا تكون نعمةً حقيقية إلا إذا قام الوالدان بحقها وحقوقها وأحسنا في رعايتها، وقد جاءت نصوص كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم تُبيّن المنهج الأكمل والطريق الأمثل في تربية الأولاد. فالأولاد نعمةٌ من نعم الله عز وجل، هذه النعمة رُفعت الأكف إلى الله بالضراعة أن يكرم أصحابها بها، فقال الله عن نبيٍّ من أنبيائه: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران:38]، وقال الله عن عباده الأخيار: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان:74]. فالأولاد والذرية تَقَر بهم العيون، وتبتهج بهم النفوس، وتطمئن إليهم القلوب، إذا طابوا وقام الوالدان على رعاية الأولاد والعناية بهم وأداء حقوقهم كاملةً على الوجه الذي يرضي الله عز وجل، وحقوق الأولاد قسّمها العلماء إلى قسمين: القسم الأول: ما يسبق وجود الولد. والقسم الثاني: ما يكون بعد وجوده، فالله حمّل الوالدين المسؤولية عن الولد قبل وجود الولد، وحملهم المسؤولية عن تربيته ورعايته، والقيام بحقوقه بعد وجوده. ومن الحقوق الواجبة للأبناء قبل مجيئهم التسمية عند الجماع من الزوج فالمقصود أن الأصل والغالب: أنه إذا طاب معدِنُ المرأة، أن يطيب منها ما يكون من ذرية، هذا هو الحق الأول، وإذا اختار الإنسان الزوجة فمن حقوق ولده أن يسمي عند إصابة أهله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر التسمية عند الجماع أنها حرزٌ وحفظٌ من الله للولد من الشيطان الرجيم، قال العلماء: وهذا حق من حقوق الولد على والده، إذا أراد أن يُصيب الأهل، وإذا كتب الله بخروج الذرية،فليكن أول ما يكون من الزوج والزوجة شكر الله عز وجل ومن أراد أن يبارك الله له في نعمةٍ من نعمه، فليشكر الله حق شكره، لأن النعم لا يُتأذن بالمزيد فيها والبركة إلا إذا شُكرت، وإذا نظر الله إلى عبده شاكرًا لنعمه، بارك له فيما وهب، وأحسن له العاقبة فيما أسدى إليه من الخير. وأوّل ما ينبغي على الوالد والوالدة إذا رأيا الولد أن يحمدا الله على هذه النعمة، وأن يتذكرا العقيم الذي لا ذريةَ له، وأن يسألا الله خير هذا الولد وخير ما فيه، فكم من ولد أشقى والديه، وكم من ولدٍ أسعد والديه، فيسأل الله خيره وخير ما فيه، ويستعيذ به من شره، ويعوذ بالله من ذرية السوء. وجاء في كتاب «تذكير العباد بحقوق الأولاد» لعبدالله الجار الله أن مهمة الأولاد مهمة عظيمة يجب على الآباء أن يحسبوا لها حسابها ويعدوا العدة لمواجهتها، خصوصا في هذا الزمان الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت غربة الدين وكثرت فيه دواعي الفساد حتى صار الأب مع أولاده بمثابة راعي الغنم في أرض السباع الضارية إن غفل عنها أكلتها الذئاب. ويضيف صاحب كتاب «تذكير العباد»: إن عناية الإسلام بتربية الأولاد واستصلاحهم تبدو واضحة في وقت مبكر، حيث يشرع للرجل أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والأخلاق الفاضلة لأنها بمنزلة التربة التي تلقى فيها البذور، ولأنها إذا كانت صالحة صارت عونا للأب على تربية الأولاد، كما أنه يشرع للزوج عند اتصاله بزوجته أن يدعو فيقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإذا رزق مولودا استحب له أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، كما وردت بذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم