أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والتسعون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : *الأموال والأولاد قد تُقعِد المسلم عن العمل لدين الله : "إن الأموال والأولاد قد تقعد الناس عن الاستجابة خوفاً وبخلاً. والحياة التي يدعو إليها الإسلام حياة كريمة، لا بد لها من تكاليف، ولا بد لها من تضحيات؛ لذلك يعالج القرآن هذا الحرص بالتنبيه إلى فتنة الأموال والأولاد فهي موضع ابتلاء واختبار وامتحان وبالتحذير من الضعف عن اجتياز هذا الامتحان، ومن التخلف عن دعوة الجهاد وعن تكاليف الأمانة والعهد والبيعة؛ واعتبار هذا التخلف خيانة لله والرسول، وخيانة للأمانات التي تضطلع بها الأمة المسلمة في الأرض؛ وهي إعلاء كلمة الله وتقرير ألوهيته وحدَه للعباد، والوصاية على البشرية بالحق والعدل ومع هذا التحذير التذكير بما عند الله من أجر عظيم يرجح الأموال والأولاد، التي قد تُقعِد الناس عن التضحية والجهاد" (الظلال: [3/1497]). "فإذا انتبه القلب إلى موضع الامتحان والاختبار، كان ذلك عوناً له على الحذر واليقظة والاحتياط؛ أن يستغرق وينسى ويخفق في الامتحان والفتنة. ثم لا يدعه الله بلا عون منه ولا عوض. فقد يضعف عن الأداء بعد الانتباه؛ لثقل التضحية وضخامة التكليف وبخاصة في موطن الضعف في الأموال والأولاد؛ إنما يلوِّح له بما هو خير وأبقى، ليستعين به على الفتنة ويتقوى: {وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}. إنه سبحانه هو الذي وهب الأموال والأولاد. وعنده وراءهما أجر عظيم لمن يستعلي على فتنة الأموال والأولاد، فلا يقعد أحد إذن عن تكاليف الأمانة وتضحيات الجهاد" (الظلال: [3/1497]). "ومن أجل ذلك حذَّر الله المؤمنين من الاشتغال بالأموال والأولاد عن ذكره فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]؛ خص الأموال والأولاد بتوجُّه النهي عن الاشتغال بها اشتغالاً يلهي عن ذكر الله؛ لأن الأموال مما يكثر إقبال الناس على إنمائها والتفكير في اكتسابها؛ بحيث تكون أوقات الشغل بها أكثر من أوقات الشغل بالأولاد. ولأنها كما تشغل عن ذكر الله بصرف الوقت في كسبها ونمائها، تشغل عن ذكره أيضاً بالتذكير لكنزها؛ بحيث ينسى ذكر ما دعا الله إليه من إنفاقها. وأما ذكر الأولاد فهو إدماج؛ لأن الاشتغال بالأولاد والشفقة عليهم وتدبير شؤونهم وقضاء الأوقات في التأنس بهم من شأنه أن ينسي عن تذكُّر أمر الله ونهيه في أوقات كثيرة فالشغل بهذين أكثر من الشغل بغيرهما. وفيه أن الاشتغال بالأموال والأولاد الذي لا يلهي عن ذكر الله ليس بمذموم" التحرير والتنوير: 28/225 وهنا تساؤل أيضاً: هل طلبُ المال والولد مذمومٌ لما يحدث من وجودهما من آفات ومفاسد؟ الجواب : إن سنة الأنبياء والفضلاء التحرز في الدعاء بطلب الولد: فهذا زكريا عليه الصلاة والسلام تحرَّز فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران من الآية:38]، وقال: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم من الآية:6]. وتحرَّز إبراهيم فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100] وتحرز المؤمنون فقالوا: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَامًا} [الفرقان:74] ، وتحرز الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته لأنس بن مالك رضي الله عنه فدعا له بالبركة في ماله وولده فقال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِي مَا أَعْطَيْتَهُ» (البخاري: بدء الوحي، [6378]). والولد إذا كان بهذه الصفة كان نَفْعاً لأبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة. وهكذا فليتضرع العبد إلى مولاه في هداية ولده، ونجاته في أُولاَه وأُخرَاه اقتداءً بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والفضلاء. [ الأنترنت – موقع اقتران الأموال والأولاد في القرآن؛ حِكَمْ وأسرار - توفيق علي الزبادي المصدر: مجلة البيان ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم