أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والثمانون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة ا لسابعة والثمانون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : * نعمة الماء والحفاظ عليها وشكرها في الإسلام أسوق لكم هذه القصة الجميلة والتي فيها العبرة والغرض المنشود؛ وهي من الإسرائيليات التي نستأنس ونستشهد بها مع طعن البعض فيها؛ وقد ذكرها الإمام ابن قدامة في كتابه التوابين فقال: روي أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله! ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفاً أو يزيدون فقال موسى عليه السلام: إلهي! اسقنا غيثك: وانشر علينا رحمتك وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع فما زادت السماء إلا تقشعاً والشمس إلا حرارة؛ فأوحى الله إليه: يا موسى كيف وفيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي؟! فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم فقال: موسى إلهي وسيدي! أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفاً أو يزيدون؟ فأوحى الله إليه: منك النداء ومني البلاغ فقام منادياً وقال: يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة! اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحداً خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادماً على فعاله وقال: إلهي وسيدي! عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعاً فاقبلني فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب فقال موسى: إلهي وسيدي! بماذا سقيتنا وما خرج من بين أظهرنا أحد؟ فقال: يا موسى! سقيتكم بالذي به منعتكم فقال موسى: إلهي! أرني هذا العبد الطائع فقال: يا موسى! إني لم أفضحه وهو يعصيني ؛ أأفضحه وهو يطيعني؟! ما من شرٍّ في العالم ، ولا فساد ، ولا نقص ديني ، أو دنيوي : إلا وسببه المعاصي والمخالفات ، كما أنه ما من خيرٍ في العالم ، ولا نعمة دينية ، أو دنيوية : إلا وسببها طاعة الله تعالى وإقامة دينه . فيا عباد الله :التوبة، التوبة ! تفلحوا ،وتنجحوا ،وتستقيم أحوالكم ،وتصلحوا ،قال الله تعالى :{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} (هود: 52) وارجعوا إلى ربكم ، بالتجرد ، والتخلص من حقوق الله التي له قبَلكم ، واخرجوا من جميع المظالم التي عند بعضكم لبعض ، وأكثروا من الاستغفار ، بقلب يقظان حاضر ، معترف بالذنوب ، مقر بالتقصير والعيوب ، وأديموا التضرع لرب الأرباب : يُدرَّ عليكم الرزق من السحاب . قال القرطبي رحمه الله : وقد استسقى نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى المصلَّى متواضعاً ، متذللاً ، متخشعاً ، مترسِّلاً ، متضرعاً ، وحسبك به ، فكيف بنا ، ولا توبة معنا ،إلا العناد،ومخالفة رب العباد ، فأنَّى نُسقى ؟! فالإقلاع عن الذنوب والمعاصي والتوبة والإنابة إلى الله مع الاستغفار واللجوء إلى الله رب العالمين بالدعاء في خشوع وتضرع وانكسار واضطرار من أسباب نزول الغيث من السماء والإمداد بالأموال والبنين وجريان الأنهار والبركة في ذلك. فقد جاء رجل إلى الحسن البصري فقال له : إن السماء لم تمطر !! فقال له الحسن البصري : استغفر الله. ثم جاء رجل آخر فقال له : اشكوا الفقر!! فقال له الحسن البصري : استغفر الله. ثم جاء ثالث فقال له: امرأتي عاقر لا تلد!! فقال له الحسن البصري : استغفر الله. ثم جاء رابع فقال له أجدبت الأرض فلم تنبت !! فقال له الحسن البصري : استغفر الله. فقال الحاضرون للحسن البصري : عجبنا لك أو كلما جاءك شاك قلت له استغفر الله؟! فقال لهم الحسن البصري ما قلت شيء من عندي وقرأ قوله تعالى :{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (نوح 10- 12 ) [الأنترنت - كتبه : خادم الدعوة الإسلاميةد / خالد بدير بدوي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم