أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثمانون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثمانون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : * شكر الله على نعمة الهواء عندما ننظر الى النعم التي أعطاها الله لنا نجدها لا تحصى، فكل ما نحن فيه خير من نعم الله، فكما ذكرنا في مقالات سابقة، فإن النعم منها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن، وقد تحدثنا عن بعض هذه النعم، ومن النعم الباطنة نعمة الهواء، ربما يكون الأمر غريبا عند البعض لقولنا بأن الهواء نعمة، أقولها بكل ثقة إن الهواء نعمة بل نعمة عظيمة، وهل رأى أحد الهواء؟ بالتأكيد لا يراه أحد ولكن نحس به، والهواء الذي يحيط بنا هو مجموعة من الغازات تتكون بفعل التفاعلات الكيميائية، وهذه الغازات هي غاز النيتروجين والأوكسجين والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء بالإضافة الى ذرات بعض المواد، فأبسط شيء يؤكد أهمية الهواء هو المكان الذي نعيش فيه، فلولا أن جعل الله الهواء يملأ الفراغ، لانهار المكان فوق رؤوس ساكنيه، فأي مكان يفرغ من الهواء ينهار بسهولة، فنحن اذا أحضرنا بالونا ثم ملأناه بالهواء فسينتفخ وبعد ذلك اذا قمنا بتفريغ الهواء فهل سيبقى البالون منتفخا؟ بالطبع لا، واذا تعمقنا أكثر فإننا سنجد أن الهواء هو مصدر الحياة على الأرض، فغاز النيتروجين له أهمية كبرى لكل نظام حيوي على الأرض من انسان وحيوان ونبات، والكلام عن ذلك يطول ويطول، ولذلك يشكل النيتروجين النسبة الأكبر في تكوين الهواء حوالي 78%، ثم اذا نظرنا الى الغاز الثاني وهو الأكسجين فهو كما أطلق عليه أكسير الحياة، فهل يمكن لأي إنسان أو شيء فيه حياة أن يعيش بدون أكسجين؟ طبعا الإجابة معروفة، مجرد قطع الأكسجين عن أي شيء حي لدقائق معدودة، تكون نهاية هذا الحي محتومة، لأن الأكسجين هو الذي يحمله الدم لكي يساعد في عملية إنتاج الطاقة التي يحتاج اليها الجسم لكي يقوم بعمله بكفاءة، انظروا اليوم الى التلوث البيئي وازدياد عملية الاحتباس الحراري.. كل ذلك يؤثر على نسبة الأكسجين في الجو، فإذا قلّ الأكسجين تقلّ معه طاقة الإنسان، وترى الإنسان خاملا متعبا. شيء آخر، لا يمكن إشعال أي شيء إلا في وجود الأكسجين، كلنا جرب أن يوقد عود الثقاب ثم يقوم بمنع الهواء عنه، مباشرة سينطفئ لأن الأكسجين قد منع عنه، المريض في بعض الأحيان يتم مده بالأكسجين اللازم للتنفس، حتى يتم إنقاذ حياته، هذا قليل من كثير حول الأكسجين، ويكفي الأكسجين نعمةً وجودة كأحد عنصري الماء، وما أدراك ما الماء، كما قال الحق: «وجعلنا من الماء كل شيء حيّ».. وسوف نخصص مقالة عن نعمة الماء بمشيئة الله تعالى، ثم ننتقل الى العنصر الآخر في تركيب الهواء الا وهو الهيدروجين، وهو العنصر الثاني مع الأكسجين مكوني الماء، كما ذكرنا سالفا، وغاز الهيدروجين له من الفوائد الكثير، فهو أحد مصادر الحياة على الأرض، لأن الهيدروجين هو المكون الرئيسي للشمس، وما أدراك ما الشمس، فقد أقسم الحق سبحانه بها لعظمها وأهميتها للحياة على الأرض فقال الحق «والشمس وضحاها»، فالشمس كما يقول العلماء هي نجم مكون من الهيدروجين، الذي يتفاعل تفاعلا نوويا اندماجيا فتنتج عن هذا الاندماج النووي طاقة هائلة يصل الى الأرض منها الجزء الذي يكفي الحياة على الأرض، وهذا من فضل الله علينا، لأنه لو وصلتنا كمية الطاقة الهائلة التي تنتجها الشمس لاحترقت الأرض بمن عليها، ووجود الهيدروجين كعنصر أساسي في تركيب بعض المواد الكيميائية شيء عظيم ومهم أيضا، هذا قليل من كثير حول الهيدروجين، ثم اذا نظرنا الى غاز ثاني اكسيد الكربون، وهو الغاز الذي له نفع كبير، وكذلك له ضرر كبير ايضا، فكيف ذلك؟ نفعه كبير لدخوله في كثير من الصناعات المهمة للإنسان، ثم النفع الأكبر لكل حي على الأرض، الا وهو وجوده كمركب اساسي في عملية البناء الضوئي، وهي العملية التي تسهم في وجود الحياة على الأرض بإذن الله، ففيها يقوم النبات بأخذ هذا الغاز من الهواء ثم يتفاعل مع الماء في الطاقة الشمسية، فينتج عن ذلك غاز الأكسجين الذي تكلمنا عنه سالفا، وكذلك تنتج المواد السكرية التي يحتاج اليها النبات، ويكون نفع غاز ثاني اكسيد الكربون إذا بقي عند حد معين وهو كما حدده العلماء يتراوح بين 350 و400 جزء من المليون من وحدة قياس الوزن، فإذا زاد على ذلك، وهذا قد حدث بالفعل، بسبب التلوث البيئي والفساد الذي أحدثه الإنسان في الأرض، ازداد انبعاث هذا الغاز وأصبح مصدرا للضرر، وذلك لأنه أدى الى ارتفاع درجة حرارة الأرض، فنتج عن ذلك ضرر كبير لكل ما على الأرض من أحياء، وها هو العالم اليوم يبحث عن حلول لتقليل انبعاثات هذا الغاز حتى تتم السيطرة على كميته في الهواء، فيقل الخطر على الأرض وما عليها، هذا غيض من فيض حول أهمية الهواء كنعمة عظيمة، وهبها الله لكل ما على الأرض، فلك الحمد والشكر يا رب على نعمة الهواء. [الأنترنت – موقع أخبار الخليج - لنتذكر شكر نعم الله علينا: نعمة الهواء بقلم: أ. د. أمين عبداللطيف المليجي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم