أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والسبعون بعد المائة في في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والسبعون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *شُكرُ الله على نعمة اللسان فهل من وقفة حازمة مع اللسان لنعلم بها متى نتكلم ومتى نسكت، فإن للكلام مواضع وللسكوت مواضع، وبذلك تكون النجاة، وسلامة الجوارح وصلاحها؛ إذ إن الجوارح تتبع اللسان استقامة واعوجاجًا، ففي الحديث: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان- أي: تذل له وتخضع- فتقول: اتق الله فينا؛ فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)[ رواه الترمذي، وهو حسن.] وقال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه: (اللّسان قوام البدن، فإذا استقام اللّسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب اللّسان لم تقم له جارحة)[ الصمت، لابن أبي الدنيا(ص: 69).] وعن يونس بن عبيد قال: "ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله"[ الصمت، لابن أبي الدنيا (ص: 70).] أيها الأحباب الفضلاء، إن من قام على لسانه بالمراقبة، ووقف على حركاتها بالمحاسبة، وألجمها بدوام الخوف من سوء العاقبة ملك أمرَه، وأصلح شأنَه مع الخالق ومع الخلق، وغرس في نفسه الراحة والاطمئنان، وزرع له في قلوب الناس الإجلال والمودة، وكان بذلك قائداً لنفسه، لا مقوداً لها، يتحدث متى ما يريد، ويصمت حينما يشاء من غير أن تغلبه لسانه فينجر وراء أهوائها وفلتاتها. ولينظر العاقل في العواقب الوخيمة التي تنتج عن هفوات اللسان، فإن فيها عن إطلاق القول مزدجرا، ولصاحب اللب الرشيد معتبرا. فكم من متكلم بباطل جنى به في الدنيا الحسرات والندامة، وكم تحت التراب من نادم ونادمة على إرخاء عنان اللسان وعدم التحرز بالصمت. احفظْ لسانَك أيُّها الإِنسانُ ******* لا يـلـدغـنّـَك إنـه ثُـعـبـانُ كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِه ******* قد كانَ هابَ لقاءَه الشجعانُ [ الأذكار النووية للنووي (1/ 424).] لنعمل بهذه الوصية النافعة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين الشريفين: فعن الحارث بن هشام رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني بأمر أعتصم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أملك هذا) وأشار إلى لسانه [ رواه الطبراني، وهو صحيح.] وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك) [ رواه الترمذي، وهو صحيح.][الأنترنت - موقع الألوكة - شكر اللسان - عبدالله بن عبده نعمان العواضي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم