أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والستون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*شُكرُ الله على نعمة اليدين ومن سيئات اليدين: الكتابة بالطعن في الله تعالى أو رسوله أو دينه أو المحرِّفة لكتابه أو تشريعه، قال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79]. أو الكتابات المسيئة إلى عباد الله الأبرياء بالتهم والسب، أو المسطّرة للشبهات التي تكدر العقول والنفوس،أوالشهوات التي تفسد القلوب والسلوك. وستشهد البنان على ما خطت من حروف العصيان على صاحبها يوم المعاد، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]. إن اليدين حينما تخرجان عن شرع الله تعالى، فتقعان في المعاصي اليدوية فإن الشريعة قد جعلت زاجرين لهما عن تلك الذنوب: زاجراً في الدنيا، وزاجراً في الآخرة. فأما زاجر الدنيا فهو على قسمين: زاجر بالحد، وزاجر بالتعزير. فأما زاجر الحد، فإن هناك خطايا يدوية جعل فيها الشارع الحكيم حدوداً شرعية تأديبًا للعاصي، وتحذيراً لغيره أن يفعل مثل فعله، ومن هذه الحدود: حد السرقة وحد الحرابة، فحد السرقة المستوفية لشروط القطع يكون بقطع اليد من الرسغ كما قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38] ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]. وأما حد الحرابة فيكون بقطع الأيدي والأرجل من خلاف: يد يمنى برجل يسرى، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33] ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 34]. وهذان الحدان يزجران المحدود عن المعاودة، ويزجران غيره عن المقارفة. وأما زاجر التعزير، فهناك ذنوب تجنيها اليدان لكن لم يرد في الشريعة فيها حد معلوم، وإنما ورد فيها تعزير والتعزير هو: "عقوبة مشروعة على معصية أو جناية لا حد فيها، ولا كفارة"[ الفقه الإسلامي وأدلته (7/ 514).] وهذه العقوبة التعزيرية يقدرها القاضي؛ فقد تكون بحبس أو عقوبة مالية على الجاني أو غير ذلك مما يراه القاضي من وسائل التأديب، ومن تلك الذنوب المتعلقة باليدين: الغصب والنهب والاختلاس. أيها الأحباب الفضلاء، وأما زاجر الآخرة فهو ذلك الوعيد الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المتعدي بيده ينتظره عقاب شديد يوم القيامة، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)[ رواه البخاري.] وقوله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)[ رواه مسلم.] أيها الأحباب الفضلاء، هذا نداء لكل من لم يحفظ يديه في إطار الحق، بل جعلها في ممتدة في بوتقة الباطل؛ أن يرجع إلى الله تعالى ويتوب إليه، ويعمق في قلبه شعور الخوف من ربه تعالى حتى يحجزه عن التعدي بيده، فابن آدم المقتول منعه من قتل أخيه خوفُ الله تعالى كما قال عز وجل عنه: ﴿ لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: 28]. وليكثر هذا المرء من الأعمال الصالحة المكفرة للذنوب بعد التوبة إلى الله، ومن تلك الأعمال الماحية للخطايا: الوضوء، وكثرته تستلزم كثرة التنفل بالصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء)[ رواه مسلم.] [الأنترنت – موقع الألوكة - شكر اليدين - عبدالله بن عبده نعمان العواضي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم