أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والستون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*شُكرُ الله على نعمة اليدين ألا فلنشكر الله تعالى على نعمة اليدين باستخدامهما فيما يرضيه، قبل أن نقف بين يدي الله تعالى فتشهد علينا أيدينا بما جنت من الأعمال السيئة، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]. ومن شكر الله تعالى على نعمة اليدين: استعمالهما في الأعمال التي يحب الله عملها، وكفهما عن الأفعال التي يكره الله فعلها. أيها المسلمون، إن لليدين عبادات وأعمالاً صالحة كثيرة، فمن ذلك: الطهارة وبعض أعمال الصلاة، فباليدين يطهر العبد نفسه فيصير نظيفًا نقيًا، ويتوضأ ويستاك، فيقف بين يدي ربه للصلاة فيرفعهما مكبراً، ويضمهما إلى صدره قائمًا، ويعتمد عليهما راكعًا وساجداً، ويضعهما على فخذيه أثناء التشهد، ويرفع سبابة يمينه متشهداً. وباليد يعطي المسلم زكاته وصدقته فيحسن إلى المحتاجين والمعوزين، عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)[ متفق عليه.] وباليدين يجاهد المسلم في سبيل الله تعالى أعداءَ الدين فيرفع راية الإسلام ويعز المسلمين. قال تعالى: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 14]. وبأصابع اليدين يذكر المؤمن ربه تعالى ويثني عليه مسبحًا مكبراً مهللاً حامداً محوقلاً محسبلاً. عن يسيرة رضي الله عنها وكانت من المهاجرات قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل؛ فإنهن مسؤولات مستنطقات، ولا تغفلن فَتُنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ)[ رواه الترمذي وأبو داود، وهو حسن.] وباليدين يعين الإنسان والديه ويقوم بخدمتهما، وبهما يأخذ بيد الأعمى والعاجز، وبهما يمسح رأس اليتيم فيغسل عن وجهه دمعة اليتم، ويرسم على شفتيه ابتسامة السعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم) [ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.] وباليدين يرفع المرء الدعاء إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين) [ رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو صحيح.] وباليدين يعمل الإنسان ويكتسب أسباب المعيشة، فعن المقدام رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ( ما أكل أحد طعامًا قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده) [ رواه البخاري.] والمسلم بيمينه يأكل ويشرب ويعطي ويأخذ، ويصافح الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليأكل أحدكم بيمينه ويشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، ويعطي بشماله)[رواه ابن ماجه، وهو صحيح.] وعن أنس بن مالك، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلمين التقيا، فأخذ أحدهما بيد صاحبه، إلا كان حقًا على الله أن يحضر دعاءهما[ أي: يستجيب دعاءهما] ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما)[ رواه أحمد، وهو صحيح.] أيها الإخوة الفضلاء، إن من عرف اللهَ تعالى وعرف عظم نعمته عليه باليدين استعملهما فيما يحبه المنعم عليه بهما، غير أن هناك من لم يكن كذلك حينما صرف قدرتهما فيما يغضب الله تعالى من الأعمال المتعدية على حق الخالق وعلى حق المخلوقين. فمن سيئات اليدين: التعدي على الأبرياء من الخلق بقتل أو جرح أو ضرب؛ لأن هذا نوع من الظلم وقد حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا، وهذا التصرف الضار بالناس ليس من صفات المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)[ رواه أحمد، وهو صحيح.] فأين هذا المعتدي من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في سلامة يديه من ظلم الخلق؟ عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه،إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل)[ رواه مسلم.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم