أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والستون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*شكر الله على نعمة الرجلين ومن السيئات كذلك: أن يصيب الإنسان بقدمه أو رجله أحداً ظلمًا، ركلاً أو رفسًا، فمن فعل ذلك اقتص منه يوم القيامة. ومن سيئات الرجلين أيضًا: الذهاب إلى أماكن اللهو والمجون كدور الرقص والغناء، وكذلك تتبع النساء وملاحقتهن في الأسواق والطرقات، فإن هذا العمل المشين لا يليق بذي خلق كريم، ولا بامرئ يخاف الله العظيم، ويخشى على حرماته. يذكر بعض أهل الأدب في القرون السالفة أن امرأة قدمت مكة للحج أو العمرة فطافت يومًا بالبيت وحدها، فجعل أحد الماجنين يتتبعها ويريد منها أن تكلمه وهي تأبى، وفي اليوم التالي جاءت لتطوف مع أخيها فجاء ذلك الرجل لملاحقتها، فلما رأى أخاها معها انكف وانزجر، فقالت متمثلة بقول أحد الشعراء: تَعْدُو الذئابُ على مَنْ لا كِلاَبَ له *** وتَتّقي صَوْلَةَ المُسْتأسِدِ الحامي [ كتاب الأغاني، للأصفهاني (1/ 88).] إن استقامة المرء في رجليه، بلزومها طريق الحق، وعدم انحرافهما عنها، دليل على محبة الله لصاحبها، فما أحسن أن يكون المسلم كذلك، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها)[ رواه البخاري.] والمعنى: أن الله يسدده في هذه الجوارح فلا يقع منه بها إلا الخير. وأما من لم تستقم رجلاه على صراط الحق فليتذكر أنهما ستشهدان عليه يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65]، وعن أنس بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: هل تدرون مما أضحك؟ قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: من مخاطبة العبد ربه يقول: يا رب، ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فيه فيقال لأركانه: انطقي قال: فتنطق بأعماله قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام قال: فيقول: بعداً لكن وسحقًا فعنكن كنت أناضل)[ متفق عليه.] ألا من كان منحرف الخطى عن الجادة سالكًا مناهج الغضب فليتب إلى ربه وليكن مثل ذلك القائل الكريم: لعمرك ما أهويتُ كفّي لريـبـةٍ ****** ولا حملتني نحو فاحشةٍ رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها **** ولا دلّني رأيي عليها ولا عقلي ولست بماشٍ ما حييتُ بمنكر ***** من الأمر ما يمشي إلى مثله مثلي [ أمالي القالي (ص: 241).] فعلى المسلم العاقل أن يسارع إلى مسالك الخيرات ،ومواضع الطيبات، وخصال الصالحات، وليستغل نعمة المشي إلى ذلك قبل أن يندم حينما يحبس عن ذلك، وليكن له قدوة بأولئك الصالحين الذين يسارعون إلى الخير مع وجود الإعاقة في أرجلهم، فهذا عمرو بن الجموح رضي الله عنه كان رجلاً أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم أن لا تمنعوه؛ لعل الله أن يرزقه الشهادة، فخرج معه فقتل يوم أحد رضي الله عنه وأرضاه. [ سيرة ابن هشام (2/ 90)] [الأنترنت – موقع الألوكة - شكر الله على نعمة الرجلين - عبدالله بن عبده نعمان العواضي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم