أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والستون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*شكر الله على نعمة الرجلين ولمواضع العبرة نصيب للرجلين من العبادة، فالسير في الأرض للتفكر والنظر في بديع خلق الله، ورؤية مصارع العصاة والحائدين عن الحق عبادة، قال تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [الأنعام: 11]. ومشي المسلم إلى المقابر للاتعاظ والاعتبار عبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن فيها عبرة) [ رواه أحمد، وهو حسن صحيح.] أيها الأحبة الفضلاء، إن الإنسان إذا انحرف عن الهداية انحرفت قدمه عن الصراط المستقيم، فمشت رجلاه إلى أفعال سخط الله، أو مواضع غضبه تبارك وتعالى، وحينما نتكلم عن المشي بالرجلين إلى الحرام فإن ذلك يشمل من وصل إلى الحرام على قدميه أو على مركب، فلا فرق في ذلك. فمن مشى إلى قتل نفس بريئة أو أخذ مال معصوم أو ممارسة فاحشة فقد عصى الله وما شكر ربه تعالى على نعمة المشي وغيرها من سائر النعم. ومن سعى برجليه إلى الفتن واستشرافها فما أدى شكر نعمة المشي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به)[ متفق عليه.] إن من سيئات الرجلين: أن يمشي بهما المسلم إلى النميمة أو تفرقة الصف المسلم أو إثارة الحقد والبغضاء بين المسلمين، فما أشد ما ينتظر هذا الماشي من العقاب، فعن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)[ متفق عليه.] ومن سيئات الرجلين: الاختيال في المشي تكبراً وزهواً، فالمسلم مأمور بالتواضع في المشي والبعد عن التكبر فيه، قال تعالى: ﴿ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18] ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 19]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة) [ متفق عليه.] وقال ابن إسحاق لما سرد قصة أبي دجانة وأخْذه السيف من رسول الله يوم أحد وتبختره بين الصفين به: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر: (إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن)[ سيرة ابن هشام (2/ 66).] ومن سيئات الرجلين لدى المرأة: كشف قدميها وما فوقهما من الرجلين لينظر إليهما من لا يحل له النظر إلى ذلك، والمشي في الطرقات والأسواق بإصدار صوت الحذاء أو النعل للفت الأسماع والأنظار إليها ليعلم ما عندها من الحسن والزينة، قال تعالى: ﴿ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. واللائق بالمؤمنة ستر زينتها إلا لمن أحل الله له النظر إليها، والمشي بين الناس بحياء من غير استدعاء النظر إليها، قال تعالى عن ابنة صاحب مدين: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم