أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والستون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان :*شكر الله على نعمة الرجلين ومن العبادات التي تؤديها الرجلان كذلك: أداء بعض أفعال الصلاة، ومن ذلك القيام، وخاصة الوقوف الطويل في الصلاة كصلاة الليل، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً)[ متفق عليه.] وفي فضل القيام في الصلاة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة القاعد نصف صلاة القائم)[ رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.] ومن العبادات التي تؤديها الرجلان: السفر إلى الحج والعمرة والقيام بأعمالهما. ومن العبادات كذلك: خدمة الوالدين، وقضاء حوائج المسلمين، والسعي على الأرملة واليتيم والمسكين، والشفاعة الحسنة للناس، والمشي إلى نصرة المظلوم. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم: تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دَينًا أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهراً، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام)[ رواه الطبراني في الكبير، وهو حسن.] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله تعالى قدميه يوم تزل الأقدام) [ رواه أبو نعيم وأبو الشيخ الأصبهاني، وهو حسن.] ومن العبادات التي تؤديها الرجلان: الخروج لطلب العلم النافع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)[ رواه مسلم.] " أي: من مشى إلى تحصيل علم شرعي قاصداً به وجه الله تعالى جازاه الله عليه بأن يوصله إلى الجنة مسلمًا مكرمًا"[ المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (9/ 421).] وقد ضرب علماؤنا السابقون رحمهم الله أروع الأمثلة في المشي إلى طلب العلم وقطعوا المسافات الطوال لإدراك بغيتهم من العلم[ ينظر في هذا الموضوع كتاب: الرحلة في طلب الحديث، للخطيب البغدادي.] حتى لقد سار جابر بن عبد الله رضي الله عنهما من المدينة إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه في الشام من أجل حديث واحد![ جامع بيان العلم وفضله - مؤسسة الريان (1/ 186).] ومن العبادات التي تؤديها الرجلان أيضًا: الخروج إلى طلب الرزق من أجل الاستعانة بذلك على عبادة الله، وإعفاف النفس عن الآخرين، وتوفير القوت للأهل والأولاد والتصدق على المحتاجين. قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك: 15]. ما أجمل أن يمشي المسلم إلى زيارة أخيه المسلم وتفقد أحواله وتجديد عهد المحبة بينهما، فالمشي إلى ذلك عبادة من العبادات، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملَكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه[ رواه مسلم.] أما إذا كان المَزور مريضًا فالأجر أعظم، والأثر أكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا أو زار أخاً له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا)[ رواه ابن ماجه، وهو صحيح.] ومن حق المسلم على أخيه المسلم المشي إلى إجابة دعوته، وتشييع جنازته، كما قال عليه الصلاة والسلام: (حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)[ رواه مسلم.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم