أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الستون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الستون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *شكر السَّمع ومن الأشياء التي ينبغي عدم الإصغاء إليها واستماعها : الغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم، والكلام البذيء الفاحش والكذب والقذف والشائعات والأراجيف وغير ذلك من سيء الأقوال، وكل واحد من هذه المساوئ القولية يحتاج إلى إطناب في الحديث عن خطر قوله والتحذير من استماعه، ولكن لا يسع المقام لذلك. قال بعض الشعراء: توخَّ من الطرْق أوساطَها ******وعدّ عن الجانب المشتبهْ وسمعَك صُن عن سماع القبيـحِ *****كصونِ اللسان عن النطق بهْ فإنك عند سماع القبيـحِ *******شريكٌ لقائله فانتبهْ وقال آخر: لَعَمْرُكَ ما أَهْوَيْتُ كَفِّي لرِيبَةٍ ****ولا حَمَلَتْنِي نَحْوَ فاحِشَةٍ رِجْلي ولا قادَنِي سَمْعِي ولا بَصَرِي لَها ****ولا دَلَّنِي رَأْيٌ عَلَيْها ولا عَقْلِي وأَعْلَمُ أَنِّي لم تُصِبْنِي مُصِيبَةٌ ***مِن الدَّهْرِ إلاّ قد أَصابَتْ فَتىً قَبْلِي [ الحماسة البصرية (ص: 128).] ومن الأشياء التي ينبغي صيانة السمع عنها: أصوات النساء الفاتنة، وطلب التلذذ بسماع كلامهن وحديثهن؛ فخطر ذلك على القلب معلوم، وأثره في خدش جدار العفة غير مجهول. ومما ينبغي ترك ميل السمع إليه: عورات المسلمين وعيوبهم خصوصًا الجيران، وكذلك الاستماع لحديث من لا يريد استماع حديثه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنُك يوم القيامة)[ رواه البخاري.] وفي رواية: (ومن استمع إلى حديث قوم ولا يعجبهم أن يستمع حديثهم أُذيب في أذنه الآنك) [ فتح الباري(12/ 428).] والآنك: الرصاص المذاب، وقيل هو الخالص الرصاص. قال الشاعر: أعمى إذا ما جارتي خرجتْ *******حتى يواري جارتي الخِدرُ ويُصمُّ عما كان بينهما *********** سمعي وما بي غيره وقْرُ [ التذكرة الحمدونية (1/ 190).] وبعد هذا لتكن أنت أذنَ خيرٍ تصغي للحق فتستمع وتتبع، وتُغلق أمام الشر فلا تميل ولا تستمع، وفي حادثة الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب بنت جحش: (يا زينب، ما علمتِ ما رأيتِ؟) فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً. قالت: وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع[ متفق عليه.] ومعنى قولها: ( أحمي سمعي وبصري) أي: أصون سمعي وبصرى من أن أقول سمعتُ ولم أسمع، وأبصرتُ ولم أبصر، أو المعنى: لا أنسب إليهما ما لم أسمع وأبصر[ شرح النووي على مسلم (17/ 113)، فتح الباري لابن حجر (13/ 260).] واعتنِ-أيها المرء- بسمعك منقاداً به للحق، معرضًا به عن الباطل، وادعُ بما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعه؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يذكر الله ويدعوه فيقول:(خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي...)[ رواه مسلم.] ويقول: ( اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي بصري نوراً وفي سمعي نوراً..)[ متفق عليه.] ويقول: ( اللهُمَّ أَصلِح لِي سَمعِي وبَصرِي واجعَلهُما الوَارِثَيْنِ مِني، وانصُرنِي عَلى مَن ظَلمَنِي، وأَرنِي مِنه ثَأري ) [ رواه البخاري في الأدب المفرد، وهو صحيح.] ويقول: (ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا)[ رواه الترمذي، وهو حسن.] واعلم أن صلاح السمع علامة على محبة الله لصاحبه؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها،وإن سألني لأعطينه،ولئن استعاذني لأعيذنه)[رواه البخاري] وأما إذا لم يصلح السمع فغدا منفتحًا للباطل موصداً أمام الحق فما أبعدَ صاحبَه عن الله وعن الخير، فلو مات على ذلك فإن الحسرة والندامة والألم ستحضره يوم لقاء ربه فيقول: ﴿ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10][ الأنترنت – موقع الألوكة - شكر السمع - عبدالله بن عبده نعمان العواضي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم