أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والخمسون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *شكر السَّمع فمن تلك المسموعات المحظورة: الخوض في دين الله تعالى بالطعن والانتقاص والاستهزاء، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالله أم بكتابه أم برسوله أم بشريعة الإسلام؛ فإن هذه مقدسات لا يجوز التعدي عليها بسوء القول، ولكن أعداءها لا يألون جهداً في بث الأقوال المشينة نحوها، ولسهولة إرسال تلك الأقوال والحروف الشقية في هذا العصر إلى كل الناس عبر وسائل التواصل وآلات الإعلام المختلفة؛ كان على المسلم الحذر من استماع تلك الطعون الجائرة. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68]. ومن المسموعات المحظورة: الشبهات التي تثار من قبل أعداء الحق حول العقيدة والشريعة، وما أكثرها في هذه الأيام وأسرع انتشارها! وقد جند أولياء الشيطان جنوداًيبثون سموم أفكارهم حول الإسلام ، ويطعنون في ثوابته وعناصر القوة والتميز فيه، وينشرون ذلك على نطاق واسع عبر الفضائيات وخدمات الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال، فتلقفها فئام من الناس، فمن كان لديه حصانة دينية ومعرفة صحيحة رد تلك الشبهات الباطلة، لكن المشكلة في أولئك الذين ليس عندهم دراية صحيحة بدينهم، فلذلك تأثر بتلك الأفكار المسمومة عدد غير قليل من النساء والرجال خاصة في صفوف الشباب؛ إما اقتناعًا بتلك الأطروحات وإما شكًّا وحيرة أوقعوا أنفسهم فيهما، فصاروا في صراع نفسي كبير. فعلى المسلم الحريص على دينه البعد عن سماع تلك الشبهات ومشاهدةِ مقاطعها المرئية؛ خشية التأثر بها، أما من كان على علم راسخ وديانة متينة فسمعها للرد عليها فلا بأس بذلك. ومن المسموعات المحظورة: صوت الغِناء وآلات اللهو، فالغناء هو صوت الشيطان، وطريق إلى غضب الرحمن، وهو مهيِّج للشهوات، وداعٍ إلى المعاصي والسيئات، وهو مفسد للقلب والخاطر، ومُلهٍ للعبد عن القيام بالأوامر. يقول تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [لقمان:6]. قال ابن مسعود وابن عباس وجابر رضي الله عنهم، وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول والحسن البصري رحمهم الله: إن لهو الحديث هو الغناء[ تفسير ابن كثير (3/ 534) ] .وهؤلاء الصحابة والتابعون هم أعلم الناس بتفسير كتاب الله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾ [الإسراء:64]. قال مجاهد: باللهو والغناء، أي: استخفهم بذلك[ تفسير ابن كثير (3/ 63).] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوتان ملعونان؛ صوت مزمار عند نعمة، وصوت ويل عند مصيبة)[ رواه البزار ورواته ثقات، وهو حسن.] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات، والمعازف وشربت الخمور)[ رواه الترمذي، وهو صحيح.] والقينات: المغنِّيات. كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: "خذهم بالجفاء فهو أمنع لإقدامهم، وقلةِ الضحك فإن كثرته تميت القلب، وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن؛ فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بهما ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشبُ بالماء"[ ذم الملاهي، لابن أبي الدنيا (ص: 75).] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم