أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والخمسون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *شكر السَّمع ولعظم الأمر بالاستماع التام لخطبة الجمعة جعل الكلام والانشغال أثناءها بغيرها من المستمعين فيما بينهم ملغيًا لأجر الجمعة، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت)[ متفق عليه.] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا)[ رواه مسلم.] أيها الإخوة الفضلاء، ومما ينبغي الاستماع إليه: نداء الوالدين، فإذا تكلم الوالدان فإن من البر: الإنصات لكلامهما، والاستجابة لهما في المعروف، حتى ولو كان الإنسان في عبادة غير واجبة كصلاة النافلة. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان جريج يتعبد في صومعة فجاءت أمه ثم رفعت رأسها إليه تدعوه فقالت: يا جريج، أنا أمك كلمني، فصادفته يصلي فقال: اللهم أمي وصلاتي، فاختار صلاته، فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت: يا جريج، أنا أمك فكلمني، قال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فقالت: اللهم إن هذا جريج وهو ابني وإني كلّمتُه فأبى أن يكلمني، اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات، قال: ولو دعت عليه أن يفتن لفتن. قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال: فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الراعي فحملت فولدت غلامًا فقيل لها: ما هذا؟ قالت: من صاحب هذا الدير، قال: فجاءوا بفؤوسهم ومساحيهم فنادوه فصادفوه يصلي فلم يكلمهم، قال: فأخذوا يهدمون ديره، فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له: سل هذه، قال: فتبسم، ثم مسح رأس الصبي فقال: من أبوك؟ قال: أبي راعي الضأن، فلما سمعوا ذلك منه قالوا: نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة، قال: لا، ولكن أعيدوه ترابًا كما كان ثم علاه)[ رواه مسلم.] وكما أن السمع بوابة للحسنات هو أيضًا بوابة للسيئات، فهناك مسموعات لا يجوز سماعها؛ لأن الشرع الشريف نهى عن ذلك، أو لأن تلك المسموعات تفضي إلى شر كبير على سامعها. ولهذا بين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الأذنين تقعان في الخطيئة بسماعهما الباطل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة؛ العينان زناهما النظر... والأذن زناها الاستماع)[ رواه أبو داود، وهو حسن.] وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك كفارات لخطايا الأذنين، ومن تلك الأعمال الصالحة المكفِّرة: الوضوء، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا توضأ المسلم فغسل يديه كفر عنه ما عملت يداه، فإذا غسل وجهه كفر عنه ما نظرت إليه عيناه، وإذا مسح برأسه كفر به ما سمعت أذناه، فإذا غسل رجليه كفر عنه ما مشت إليه قدماه، ثم يقوم إلى الصلاة فهي فضيلة)[ رواه الطبراني، وهو حسن.] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم