أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والأربعون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي بعنوان : * بين شكر النعم وكفرها إن النفوس السوية قد جُبِلَت على حب من يحسن إليها وعلى التعلق به، ولا أحد أكثر إحسانًا وأشمل من الله عز وجل، فنعمه سبحانه وتعالى واصلة للخلق جميعًا بما لا يحصيه المحصون ولا يطيق عدّه العادّون ولو اجتمع أهل الأرض لذلك.... إن النفوس السوية قد جُبِلَت على حب من يحسن إليها وعلى التعلق به، ولا أحد أكثر إحسانًا وأشمل من الله عز وجل، فنعمه سبحانه وتعالى واصلة للخلق جميعًا بما لا يحصيه المحصون ولا يطيق عدّه العادّون ولو اجتمع أهل الأرض لذلك، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم من الآية:34]، وقال: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18]، فكان لِزامًا على المؤمنين أن يشكروا ربهم على ما أعطاهم، لأن النفوس الكريمة تقابل من يحسن إليها بالشكر. وقد أنعم الله سبحانه وتعالى على أهل هذه البلاد كما أنعم على بقية عباده، بل زادهم من نعم لا يشركهم فيها غيرهم، وإن من أعظم نعمه جل وعلا علينا نعمة التوحيد؛ فبعد أن كان الناس في هذه الجزيرة يعبدون الحجارة والأشجار والجن وغيرها، بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم فاتبعوه، فأخرجهم الله من الظلمات إلى النور، ومن رجس الشرك إلى طهارة التوحيد، ثم تطاول الزمان على فئام منهم فرجعوا إلى جاهلية ظلماء، فتعلق بعضهم بالقبور، وآخرون بالأشجار، وغيرهم بالجن، وعم الجهل وطم، حتى أذن الله بظهور دعوة الإمام المجدد رحمه الله لينقذ سبحانه الناس ثانية من الشرك والجهل بنور التوحيد والعلم، فهذا من أعظم النعم بل هو أعظمها على الإطلاق ويستوجب أعلى درجات الشكر. لأن الشكر كما قال ابن القيم شكران: "شكر العامة؛ على المطعم والمشرب والملبس وقوت الأبدان، وشكر الخاصة؛ على التوحيد والإيمان وقوت القلوب" (مدارج السالكين: [2/245]). ومن نعم الله علينا كذلك، ما من به من وجود الحرمين في بلادنا، وهي نعمة لا يشركنا فيها غيرنا فلله الحمد والمنة، ومنها ما أنعم به من تطبيق شرع الله في زمن عز فيه وجود من يطبق شرعه، ومنها ما أكرمنا به من نعمة الأمن والأمان، وما أفاء علينا من الأرزاق والأموال، فنحن أحوج ما نكون إلى شكر الله عز وجل على هذه النعم.. لأنه أولًا: فرض عين أمر به جل وعلا كما في قوله تعالى: {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة من الآية:152]، وقوله: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة من الآية:172]. وثانيًا: لكي يحفظ علينا هذه النعم ويمنعها من الزوال، وإلا فليس لأحد عند الله كرامة ألا يسلبه ما وهبه إن هو أعرض عن ذكره وشكره، أما أن نعرض عن الشكر الحقيقي ونركن إلى كلمات نرددها بألسنتنا؛ نحن أهل التوحيد، نحن أهل الحرمين، نحن ونحن، فهذا من علامات الاستدراج وهو مؤذن بتغير الحال والعياذ بالله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم