أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والأربعون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة الطعام و إكرامه و إطعامه و فِي السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ اعْتِبَارٌ لِلتَّمْرَةِ الوَاحِدَةِ ، وَ اللُّقْمَةِ الوَاحِدَةِ ، وَ لِذَا اسْتَخْدَمَهَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ مَرَّاتٍ عِدَّةً فِي حَدِيثِهِ , فَأَخْبَرَ أَنَّ الرَّجُلَ حِينَ يضع اللقمة في فم زَوْجَتَهُ لُقْمَةً فَهِيَ لَهُ صَدَقَةٌ ، و قَالَ أيضا : ( لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَ اللُّقْمَتَانِ ، وَ التَّمْرَةُ وَ التَّمْرَتَانِ ) ، بَلِ اعْتَبَرَ بَعْضَ التَّمْرَة وَ لَمْ يَحْقِرْهَا لِقِلَّتِهَا ، فقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ : ( اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَة ) ، وَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ( جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً ، وَ رَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا ، فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا ، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا ، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ , أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَامِنَ النَّارِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَ تَأَمَّلُوا إِكْرَامَ النِّعْمَةِ فِي الحَدِيثِ الآتِي ، وَ عَدَم الاسْتِهَانَةِ بِقَلِيلِ الطَّعَامِ وَ لَوْ كَانَ لُقْمَةً وَاحِدَةً أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا , قَالَ عليه الصلاة و السلام : ( إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَ لْيَأْكُلْهَا ، وَ لَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، وَ لَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ ) رَوَاهُ مُسْلِم ، بل إن بَقَايَا الطَّعَامِ فِي الصِّحَافِ وَ القُدُورِ وَ الأَوَانِي لاَ تُحْتَقَرُ وَ لاَ يُسْتَهَانُ بِهَا ، بَلْ تُكْرَمُ وَ تُصَانُ وَ تُسْلَتُ فَتُؤْكَلُ ، قَالَ أَنَسٌ : ( وَ أَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ . و بعد الحديث السالف عن الطعام و أهميته للإنسان , و ضرورة إكرامه و عدم إهانته , و ضرورة شكر المنعم سبحانه و تعالى على هذه النعمة العظيمة , أود في الختام أن أتعرض لعمل صالح من الأعمال الصالحة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف في القرآن و السنة , ألا و هو إطعام الطعام , و تقديمه للجائعين المحتاجين الذي لا يجدون ما يأكلونه لفقرهم و عوزهم . جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئل : أي الإسلام خير ؟ قال صلى الله عليه و سلم : أن تطعم الطعام و تقرأ السلام على من عرفت و من لم تعرف ) متفق عليه . و في أوصاف الأبرار و ذكر أعمالهم التي استحقوا بها الجنة كان من أعمالهم : ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا , إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَ لَا شُكُورًا ) الإنسان , كما كان من أوصاف أهل النار و ذكر أفعالهم التي أوجبت لهم النار أنهم حبسوا الطعام عن المحتاجين ، ولم يدعوا غيرهم للإطعام : (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ , قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ , وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ ) المدَّثر ، و في آية أخرى قوله تعالى : ( وَ لَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ ) الحاقة . و قد قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه عندما جاء ليرى النبي صلى الله عليه و سلم عند مقدمه للمدينة و الناس متزاحمون عليه : فتطاولت حتى رأيته فلما رأيت وجهه قلت : ما هذا بوجه كاذب ، فكان أول ما سمعته منه : ( أيها الناس : أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و صِلُوا الأرحام ، و صَلُّوا بالليل و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) صححه الألباني .. و قال عليه الصلاة و السلام : ( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، و باطنها من ظاهرها , فقالوا : لمن هي يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه و سلم : لمن أطاب الكلام ، و أطعم الطعام ، و بات قائمًا و الناس نيام ) رواه الحاكم في مستدركه و سنده حسن . و نجده كذلك أيضًا في الأمر المباشر الذي وجهه النبي صلى الله عليه و سلم لعموم أمته متعلقًا بهذا الشأن ( اطعموا الجائع ، و عودوا المريض ، و فكوا العاني ) البخاري . و أختم بهذا الحديث القدسي العظيم الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه مسلم و فيه : ( أن الله جل و علا يقول لعبده يوم القيامة : استطعمتك فلم تطعمني ، فيقول و كيف أطعمك يا رب و أنت رب العالمين؟ فيقول استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما إنك لو أطعمته لوجدتني عنده ) إن إطعام الطعام شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام تدل على المعنى الإنساني و تمنع هذه المهالك من الجوع و المرض و غيرها ، و تقوى روابط الأخوة و المحبة , و نحن معاشر المسلين مدعوون بكتاب ربنا و سنة نبينا إلى أن نكون أولاً من يعنى بذلك ، و أن نقدر النعمة قدرها ، و أن نقوم بواجب شكرها , و أن نعرف للمنعم فضله .. [ الأنترنت – موقع سفري - الموضوع: نعمة الطعام و إكرامه و إطعامه - الطائرالجريح ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم