أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والأربعون بعد المئة في موضوع الشكور والتي هي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *لا تحقرن من المعروف شيئا والخير مهما قَلَّ فهو عند الله محبوب، وفي مُحكَم التنزيل: ﴿ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 121]. قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77]. في مُحكَم التنزيل يُخاطِب المولى - جلَّ جلالُه - أهلَ الإيمان في آياتٍ عِدَّة، يحضُّهم فيها على عمل اليسير، ويَعِدُهم بالأجر الوَفِير،فالتفسحة في المجلس للقادِمين والداخِلين، عملٌ هيِّن يَسِير، قال الله عنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المجادلة: 11]. أي: يُوسع عليكم، وهذه التَّوسِعة شاملةٌ لأمْر الدنيا والآخِرة،فيُوسع الله لعبده في رِزقه،ويُوسع له مَنازِله في الجنَّة؛ ((فلا تحقرنَّ من المعروف شيئًا)). يا عبدَ الله : نفقتُك على أهلك وولدك وبيتك، عملٌ صالح معروفٌ، مع أنها من أسس الحياة، ولا يستَقِيم العيش إلا بها ومعها. كثيرٌ منَّا يَتناسَى استِصحاب النيَّة الصالحة مع هذه النَّفقة، مع أنَّ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم قد قدَّمها على كثيرٍ من النَّفَقات في قوله:(دينارٌ أنفَقتَه في سبيل الله، ودينارٌ أنفَقتَه في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكين، ودينارٌ أنفَقتَه على أهلك، أعظَمُها أجرًا الذي أنفَقتَه على أهلك))؛ رواه مسلم في "صحيحه". عبادَ الله:ومن المعروف الذي ينبَغِي أنْ يُذكر ويُتواصَى به ولا يُحقَّر - الكلمةُ الطيِّبة؛ فالكلمة الطيِّبة سهلةُ المَنال، عظيمة النَّوال، بعيدة الأثَر؛ ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾ [إبراهيم: 25]. فبالكلمة الطيِّبة يتَّقي العبدُ نارَ الله الموقَدة؛ ((اتَّقوا النارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيِّبة)). وبالكلمة الطيِّبة يكتب الله لعَبدِه مَنازِل من الرِّضوان والجنان، وبالكلمة الطيِّبة فُتحَت مَغالِيق القُلُوب، وعادَ مُعرِضون تائِهُون إلى علاَّم الغُيُوب. بالكلمة الطيِّبة أسلَمَ خالد بن الوليد، فكان سيف الله المسلول. وبالكلمة الطيِّبة ألَّف البخاري "صحيحه"، فكان أصحَّ كتاب بعد القرآن. محدِّث الشام البرزالي أطلَقَ كلمةً عابرة لتلميذه الذهبي، فقال له: إنَّ خطَّك يُشبِه خَطَّ المحدِّثين، ففعَلتْ هذه الكلمة فِعلَها في نفْس الإمام الذهبي، فأقبَلَ على طلَب الحديث، حتى عُدَّ رأسًا من رؤوس المحدِّثين. وأخيرًا معاشرَ الأحبَّة:كم وكم تمرُّ بنا في حياتنا، في يومنا وليلتنا، في عملنا وطُرُقنا ومَنازِلنا من أعمالٍ صالحات، ميسورات قريبات، نَمُرُّ بها وعليها ونحن عنها غافلون! فيا مُفرِّطًا في حسناته، ها هي أوجُه المعروف مشرعة أمامَك، فاقتنصها، واسعَ للآخرة سعيها: • اجعَل شعارك في صبحك ومسائك: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا)). • لا تبخَل على نفسك ببَذْل ابتسامة، أو دفع هديَّة، أو رفع أذيَّة. • لا تستَقلِل ثواب الشَّفاعة الحسنة، وقَضاء الحوائج، وحل المشاكل، لا تَزهَد في قُربات وطاعات؛ من مُواسَاة مكلوم، وتعزية مُصاب، وتشييع جنازَة، وعِيادَة مريض، وإنظار مُعسِر، بل وإدخال البهجة في النُّفوس، فلا تدري، فلعلَّ ذلك العمل وإنْ كان صغيرًا تكون به ومعه سعادَتُك ونجاتُك في أخراك، وبقاء ذكرك في دنياك. [الأنترنت – موقع الألوكة - لا تحقرن من المعروف شيئا - الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم