أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : * لباس النعمة والسراء إن الله سبحانه وتعالى بين لنا كيفية تعامل الإنسان من حيث طبيعتُه الإنسانية مع حالتي النعماء والضراء فقال سبحانه (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمه ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ), فالإنسان من حيث هو الإنسان يسرف في الفرح بالنعماء والسراء ويظن أن الله اختصه بها لكرامته عنده حتى يصل إلى حد الأشر والبطر والفخر وينسى أنها نعمة لله ولو شاء لنزعها منه في لمح البصر وفي المقابل نجد أنه يجزع ويتسخط ويقنط من رحمة الله إذا ابتلي بالضراء ونزعت منه العافية والرحمة وحتى يصل به الحال الى اتهام الله في قدره والاعتراض عليه في قضائه, وتلك فتنة وأي فتنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون, هكذا هو الإنسان وهذه طبائعه إلا صنفاً موفقاً من الناس استثناه الله بقوله ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ), فالمؤمن الصادق أسعد الناس حظاً بربه, وأكمل الناس استمتاعاً بهذه الحياة ولذاتها , وأعقل الناس وأحسنهم تصرفاً في حالتي الضراء والسراء التي لا يفك عنهما أحد من البشر . إن نعم الله على عباده كثيرة ومتنوعة وهي تدور بين نوعين أعظمها وأجلها قدراً النعم الدينية الشرعية والعطايا القلبية الإيمانية, والمنح الروحية والأخلاقية وأعظمها نعمة التوحيد والإيمان ونعمة العلم والبصيرة والفقه في الدين ونعمة الاجتماع والألفة والاعتصام بالكتاب والسنة، والنوع الثاني النعم الدنيوية والمتع المادية والمعنوية التي تعين العبد على النعم الدينية وتكسبه بهجة الاستمتاع بالمباحات والطيبات ونعمة العافية في الأبدان والأمن في الأوطان وعدل السلطان ونعمة الأزواج والأولاد والأموال وغير ذلك وكلا النوعين نعم من الله إيجاداً وابتداءً وإمداداً (وما بكم من نعمة فمن الله),( إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) . إن المؤمن الصادق أمام نعم الله المترادفة عليه أن يقوم لله بعبودية الشكر والحمد والاعتراف له بأنها منه وله إنها محض تكرم منه سبحانه وتفضل على عباده , ثم يشكر الله بلسانه وجوارحه ولا يستعمل هذه النعم إلا فيما يرضي الله ؛ فمن فعل ذلك فقد أدى شكر النعمة، وقام لله بعبوديته واستحق جزاء الشاكرين الحامدين فلا تدوم النعم وتبقى إلا بالشكر لله عز وجل وحفظها وعدم البطر بها، مؤكدا أن مقابلة نعم الله بالبطر والتكبر والإسراف والتبذير وارتكاب ما حرم الله بها مؤذن بزوالها ونذير شؤم بسلبها واستردادها وإن من أقسى صور السلب بعد العطاء وأمَرها أن يسلب الإنسان في حياته لذة الطاعة والإنابة وخشوع القلب وزكاة النفس والفرح بالله وقرة العين بالعيش معه سبحانه والإنس به ، ويبلغ السلب بعد العطاء ذروته حين يسلب العبد الإيمان وشهادة الحق ساعة الاحتضار وسكرات الموت فيعاقب بسوء، وشناعة النهاية وموتة الأسف، ولا يوفق لخاتمة حسنة وميتة مرضية سوية، ولعمر الحق إنها لمن أعجب صور سلب النعم بعد العطاء كحال فرعون الذي طغى وبغى وكفر بالله وبنعمه ثم لما أدركه الغرق وعاين الموت ذهب ليؤمن فقيل له (ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )، إنها عبرة وأي عبرة ولكن أكثر الناس لا يشعرون . [الأنترنت – موقع صحيفة المدينة - نعم الله على عباده كثيرة وأعظمها نعمة التوحيد والإيمان إمام المسجد الحرام الشيخ خالد الغامدي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم