أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : 5 - وسائل حفظ الأمن: 7- المحافظة على الأمن مسوؤلية الجميع: وإذا سعى ساعٍ للإخلال بالأمن، أو زعزعته، أو إشاعة الفَوضَى؛ فإنَّ الناس يأخُذون على يده ويتَّحدون ضده؛ لأنهم يعرفون قدر هذه النِّعمة، ولا يريدون أنْ يُسلَبُوها؛ لأنَّ مجتمعًا بلا أمن لا يهنأ بعيشه إنْ دام له عيشه. عباد الله، ألاَ وإنَّ ممَّا ينبغي أنْ يُعلَم أنَّه لا أمن بلا إيمان، فمَن حقَّق الإيمانَ ظفر بالأمن، وبقدر ما يتحقَّق من الإيمان يتحقَّق مثله من الأمن، ومَن استكمل شُعَبَ الإيمان وخصاله استكمل صور الأمن وأشكاله؛ ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. قال رجل يوصي أبناءه عند وفاته: تَأْبَى الرِّمَاحُ إِذَا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرًا ****** وَإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَتْ آحَادَا كُونُوا جَمِيعًا يَا بَنِيَّ إِذَا اعْتَرَى *** خَطْبٌ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا آحَادَا تأبَى الرِّمَاحُ إِذَا اجْتَمَعْنَ تَكَسُّرًا ***** وَإِذَا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرْتْ أَفْرَادَا وقال آخَر: وَفِي كَثْرَةِ الأَيْدِي عَنِ الظُّلْمِ زَاجِرٌ **** إِذَا حَضَرَتْ أَيْدِي الرِّجَالِ بِمَشْهَدِ يقول ابن الرومي : وَلِي وَطَنٌ آلَيْتُ أَلاَّ أَبِيعَهُ **** وَأَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرُ مَالِكًا 6 - أهمية الأمن والأمان في رَخاء الشعوب واستقرارها: بالأمن تصلح الحياة، وتنبَسِط الآمال، وتتيسَّر الأرزاقُ،وتزيد التِّجارات،الأمنُ تفشو معه الماشية، وتكثر الأمَّة، الأمن تتقدَّم معه التنمية، وينتشر فيه العلمُ والتَّعليم، ويعزُّ فيه الدين والعدل، ويظهَر فيه الأخيارُ على الأشرار، وتوظَّف فيه الأموال في كلِّ مشروع نافعٍ للفرد والمجتمع. والأمن تُحقَن فيه الدِّماء،وتُصَان الأموال والأعراض ،وتَنام فيه العيون،وتطمئنُّ المضاجع،يتنعَّم به الكبير والصغيرُ والإنسان والحيوان، فالأمن مِن نِعَمِ الله العُظمَى وآلائه الكبرى، لا تصلُح الحياة إلاَّ به، ولا يطيب العيش إلا باستِتْبابِه؛ ولذلك جعَله الله من نَعيم أهلِ الجنَّة الدائم؛ قال الله تعالى: ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ ﴾ [الحجر: 46]. في ظلِّ الأمن والأمان تحلو العبادة، ويصير النوم سباتًا، والطعام هنيئًا، والشراب مريئًا، الأمن والأمان هما عماد كلِّ جهد تنموي، وهدف مرتقب لكلِّ المجتمعات على اختلاف مشاربها. بل هو مطلب الشعوب كافَّة بلا استثناء، ويشتدُّ الأمر بخاصَّة في المجتمعات المسلمة التي إذا آمَنت أمِنَتْ، وإذا أمِنَتْ نَمَتْ، فانبثق عنها أمنٌ وإيمان؛ إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضَمانات واقعية ضد ما يُعكِّر الصفو في أجواء الحياة اليوميَّة. إطراء الحياة الآمنة هو ديدن كلِّ المنابر؛ لما للأمن من وقع في حسِّ الناس؛ من حيث تعلقه بحرصهم على أنفسهم، فضلاً عن كونه هبة الله لعباده، ونعمة يُغبَط عليها كلُّ مَن وُهِبها، ولا غرو في ذلك. وقد صحَّ عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: (مَن أصبح آمنًا في سِربِه، مُعافًى في بدَنِه، عنده قوتُ يومه؛ فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بِحَذافيرها)[الأنترنت – موقع الألوكة - نعمة الأمن - د. سالم جمال الهنداوي-بتصرف] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم