أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والعشرون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : 5 - وسائل حفظ الأمن: 6 - المحافظة على عقول المسلمين من كلِّ ما يفسدها: وممَّا يجبُ علينا حفظه لو أردنا حفظ الأمن علينا أنْ نحفظ العقول، أنَّ نحفظ عقول المسلمين ممَّا يفسدها ويضرُّ بها، سواء كانت مفسدات ماديَّة أو مفسدات معنويَّة، يجبُ حفظ عقول الناس من كلِّ مُسكِر، ومن كل مخدِّر، وكذلك المحافظة على عقول الناس من التصوُّرات الفاسدة والأفكار المنحرفة، عقول الناس لو أصابها العَطَبُ وأصابها الخَدَر ماذا تكون النتيجة؟! النتيجة إقبال الناس على الشهوات وانتشار المعاصي، ممَّا يُقلِّل وازِعَ الخوف من الله عند الناس، فيفعل كلُّ شخص ما يريد، فيترتَّب عليه الفَوضَى وقلَّة الأمن. أيها المسلمون، إنَّ المحافظة على عُقول الناس من أهمِّ أسباب حفْظ الأمن؛ لأنَّ الناس لو استقامتْ عقولهم، صاروا يُفكِّرون فيما ينفَعُهم ويبتَعِدون عمَّا يضرُّهم، لو استقامتْ عُقول الناس لاستقامتْ حياتهم؛ لأنَّهم سوف يبحثون عمَّا يُرضِي الله فيفعلونه، ويتعرَّفون على ما يغضب الله فيبتعدون عنه، إذًا هناك علاقةٌ كبيرة بين المحافظة على عقول الناس وبين استقرار الأمن عندهم. أيها المسلمون، ماذا تتوقَّعون من مجتمعٍ أهمل عقول الناس، بل سعى إلى إفسادها وتخريبها ماديًّا ومعنويًّا؟! لم يُحكِم الرقابة والضبط عمَّا يفسد عقول الناس ماديًّا، كذلك لم يحكم الرقابة والضبط عمَّا يفسد عقول الناس معنويًّا، فإذا أتيتَ إلى إعلامه هالَكَ ما ترى فيه، سواءً كان إعلامًا مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًّا، جميع أنواع المُخالَفات الشرعيَّة من غناءٍ محرَّم، وصور عارية، وأخلاق رديئة، وكلمات فاضحة، وأفكار علمانيَّة، وحداثة حقيرة تافهة، كلُّ هذا وغيره سَيْطَرَ على عُقول الناس فأفسَدَها، ولم يدعْ لها لحظة واحدة تُفكِّر في دِينها، أو تُفكِّر في عاقبتها، أو حتى تُفكِّر فيما ينفعها في دُنياها، فصارَ أغلب الناس - إلا مَن رحم الله - يعيشُ في خواءٍ فكري وفراغ عقلي، لو جاءَه الخطر لم يعلمْ عنه، ولو سُلِبتْ خيراته ما علم عنه، بل لو استبدل حاله من أمنٍ إلى فَوضَى وجريمة، لربط هذا بالحضارة المعاصرة. فاتَّقوا الله أيها المسلمون، حافِظوا على هذه النعمة (نعمة العقل)، لا تُفسِدوها بتصوُّرات وأخلاق دخيلة على دِين الإسلام، حافِظوا على عقولكم من كلِّ ما يضرُّها في دِينها ودُنياها، وحافِظُوا على عقول أبنائكم ذُكورًا وإناثًا، خُصوصًا من هذا الخطر الجديد الذي داهَم علينا بُيوتنا، البثُّ المباشر، زبالة الغرب ونتنه وسمومه، يجلس أمامه الرجال والنساء، الصِّغار والكبار، على أنَّه مسلسلات أو مسرحيَّات أو نحوها، وهي في حقيقتها دعوةٌ إلى النصرانيَّة أو دعوة إلى اللا دينيَّة، إضافة إلى ما فيها من نشرِ وبثِّ الأخلاق السيِّئة والعادات الرذيلة التي يمجُّها صاحب الفطرة السليمة، كيف نريدُ من شبابنا بعد ذلك ألاَّ يسرق؟! فأين الأمن في الأوطان والغربُ قد وجَّه كلَّ قُواه علينا؟! هو يقصد التغريب، ونحن تلقَّيناه على أنَّه ترفيهٌ وتسليةٌ. إنَّ الأمن لا يمكن أنْ يحصل إلاَّ في ظلِّ شريعة الله حُكمًا وتحاكُمًا، مع المحافظة على العقول وفْق منهج الله، ولو فرَّطنا في تحكيم كتاب الله فبطنُ الأرض خيرٌ لنا مِن ظاهرها؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾الطلاق: 2 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم