أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والعشرون بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والعشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : 5 - وسائل حفظ الأمن: 2- البعد عن الذنوب والمعاصي: المعاصي والأمنُ لا يجتمِعان، فالذنوب مُزيلةٌ للنِّعم، وبها تحُلّ النِّقَم؛ قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53]، وما نزل بلاءٌ إلاَّ بذنب، ولا رُفِع إلا بتوبة. والطاعةُ هي حِصن الله الأعظمُ الذي مَن دخَلَه كان من الآمِنين. قال عبدالله بن المبارك: رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ ******* وَقَدْ يَتْبَعُ الذُّلَّ إِدْمَانُهَا وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ ********* وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهَا وقال ابن المعتز: خَلِّ الذُّنُوبَ صَغِيرَهَا ******* وَكَبِيرَهَا فَهُوَ التُّقَى وَاصْنَعْ كَمَاشٍ فَوْقَ أَرْضِ ****** الشَّوْكِ يَحْذَرُ مَا يَرَى لاَ تَحْقِرَنَّ صَغِيرَةً ********* إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى وقال آخَر: تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَالَ لَذَّتَهَا ****** مِنَ الْحَرَامِ وَيَبْقَى الإِثْمُ وَالعَارُ مِنَ الْحَرَامِ وَيَبْقَى الإِثْمُ وَالعَارُ ***** لاَ خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ 3 - أن نتذكر نعمة الأمن دائمًا، ونشكر الله عليها: ونعمةُ الأمن تُقابَل بالذِّكر والشُّكر﴿ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة: 239].وأمَر الله قريشًا بشُكر نعمةِ الأمن والرَّخَاء بالإكثار من طاعته؛ قالَ - جلَّ جلاله -: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3 - 4]. 4 - تعريف الناس بالله وتخويفهم من عقابه وبطشه: بالخوف منَ الله ومُراقبتِه يتحقَّق الأمن والأمان، فهابيل امتَنع من قتلِ قابيل لخوفِه من ربِّه - جلَّ وعلا – ﴿ مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28]. 5 - الحِرْص على تعليم المسلمين أمور دينهم: والعنايةُ بالعلم والتمسُّك بالكتابِ والسنَّة شريعةً وقِيَمًا وأصولاً اجتماعية - عصمةٌ من الفتن، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان. قال ابن القيِّم - رحمه الله -: "وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلَّة قلَّ الشرُّ في أهلها، وإذا خفي العلمُ هناك ظهَر الشرُّ والفساد". والعلماءُ الربانيُّون هم ورثةُ الأنبياء، وفي مُلازَمتِهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارةِ بآرائهم سدادٌ في الرأي، وتوفيقٌ للصواب، ودرءٌ للمفاسد. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم