أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والعشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : 5 - وسائل حفظ الأمن: 1 - المحافظة على تطبيق الحدود الشرعية: أنْ نحفظ ونُحافِظ على ما شرعه تعالى من إقامة الحدود على المُجرِمين التي فيها زجْر للناس؛ فالله - سبحانه وتعالى - قد شرع لنا وأمرنا بأنْ نُقِيم حدوده المنصوص عليها في كتابه أو في سنة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وذلك لكي ينزَجِر الناسُ عن الجرأة على المعاصي التي نهى الله تعالى عنها، ولكي يستقرَّ حال المجتمع، ولكي يأمن الناس على أموالهم وأعراضهم. فلو أَمِنَ السارق بأنَّ يده لا تُقطَع، وأَمِنَ الزاني بأنَّه لن يُرجم، وأَمِنَ شارب المُسكِر بأنَّه لا يُجلد، وأَمِن المرابي والغاش والمزوِّر بأنَّه لا يُعزَّر؛ فماذا تتوقَّعون أن يكون حال ذلك المجتمع؟! هل يَسودُه أمن؟! لا والله! وإذا أُقِيم حَدٌّ فعلى ضعيف، أو على مَن لا يد لديه عند فلانٍ أو فلان، تمرُّ الأشهر تِلوَ الأشهر في طول البلاد ولا نسمع ولا نرى حُدودًا تُقام، فهل يدلُّ هذا على التزام الناس كلهم بشرع الله، وأنَّ المجتمع قد خلا من الفواحش والمنكرات؟! لا نتصوَّر ذلك ونحن نرى ونسمع كلَّ يوم ما يشيب له الرضيع من الأهوال والمُزعِجات من تفسُّخ الناس وانحِلالهم وارتكابهم لأفظع الجرائم، إلاَّ مَن رحم الله. لقد لعَن الله أقوامًا كان إذا سرَق فيهم القويُّ تركوه، وإذا سرَق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، ولهذا لَمَّا جاء ذلك الصحابي يستَشفِع في المرأة التي سرقت لكي لا يُقِيم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليها الحدَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((والله، لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرَقتْ؛ لقطع محمدٌ يدَها)). بإقامة حدود الله عزَّ وجلَّ كانت تسير الظَّعِينة من شرق البلاد إلى غربها، لا تخشى إلا الله والذئب على غنمها، لكن عندما صار المسلمون يُعطِّلون إقامة حدود الله عزَّ وجلَّ ولا يأبهون بها، بل ويستبدلون بها تشريعات من عقولهم العفنة في كثيرٍ من الأحيان وفي كثيرٍ من البلاد؛ عاقبَهُم الله سبحانه بنزْع الأمن منهم. إنَّ إقامة حدود الله تُخِيف الناس وتردعهم، فيثبت بذلك أركان المجتمع، أمَّا أنْ يسرق ذاك الألوفَ المؤلَّفة ثم يترك، ويبلع الآخَر بالملايين، ولا يُعرَض أصلاً على حكم الله، والثالث يرتكب الزنا والفواحش والذين حوله يعلَمُون عنه والناس تتناقَل أخباره، ورَوائح جرمه، ومُنكَراته بلغت كلَّ مكان ولا يقام عليه حدٌّ، والرابع سِكِّيرٌ عِرْبِيدٌ، بل قد جعل من بيته مصنعًا للخمر، ثم يُتستَّر عليه ويُسكَت عنه، أسألكم بالله: من أين يُنزِل الله أمنه؟! وكيف تريدون بعد ذلك أنْ يرحمنا الله بأمنه، ويكلأنا برعايته، إذا ضيَّعنا حدوده؟! إذا أَمِنَ الناس العقوبة استَشرَى فيهم الجريمة والفوضى؛ قال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُم الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم