أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والعشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : يحفظ الأمن بالحدود والتعزيرات..... 4- الحدود والتعزيرات في الشريعة الإسلامية لحفظ أمن المجتمعات واستقرارها: لقد جمعتْ شريعةُ الإسلام المحاسنَ كلّها، فصانت الدِّينَ، وحفِظت العُقول، وطهَّرتِ الأموال، وصانت الأعراض، وأمَّنت النفوس، أمرتِ المسلمَ بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمةِ والاطمئنان على أخيه المسلم؛ إشارةً منها لنشرِ الأمن بين الناس. وأوجبت حِفظَ النفس حتى في مَظِنَّة أمنها في أحبِّ البِقاع إلى الله؛ قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مَرَّ أحدُكم في مسجدِنا أو في سُوقنا ومعه نَبْلٌ، فليُمسِك على نِصالها - أو قال: فليقبِض بكفِّه - أنْ يصيبَ أحدًا من المسلمين منها بشيء) متفق عليه. وحذَّرتْ من إظهارِ أسباب الرَّوع بين صُفوفِ المسلمين؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم:لا يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسِّلاح؛ فإنه لا يدري لعلَّ الشيطانَ يَنزِع في يده، فيقعُ في حفرةٍ من النار) متفق عليه. وحرَّمتْ على المسلم الإشارةَ على أخيه المسلم بالسِّلاح ولو مازحًا؛ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:مَن أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإنَّ الملائكة تلعنُه حتى يدَعَها، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه) رواه المسلم. قال الإمام النوويُّ - رحمه الله -: "هذا مبالغة في إيضاح عُموم النهي في كلِّ أحدٍ، سواء مَن يُتَّهَمُ فيه ومَن لا يتَّهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعبًا أم لا؛ لأنَّ ترويعَ المسلم حرامٌ بكلِّ حال". ودعا الإسلامُ إلى كلِّ عملٍ يبعَث على الأمن والاطمِئنان بين صُفوفِ أفراده، وأمَر بإخفاء أسباب الفَزَع في المجتمع؛ فقال عليه الصلاة والسلام:لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّع مسلِمًا) رواه أحمد. ولَمَّا دخل النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مكَّة عامَ الفتح، منح أهلَ مكَّة أعظمَ ما تتوُق إليه نفوسهم؛ فأعطى الأمانَ لهم، وقال: ((مَن دخَل دارَ أبي سفيان فهو آمِن، ومَن ألقَى السِّلاحَ فهو آمِن، ومَن دخل المسجدَ فهو آمِن))؛ رواه مسلم. وما شُرعت الحدود العادِلة الحازمة في الإسلام على تنوُّعها إلاَّ لتحقيقِ الأمن في المجتمعات. لقد جاءتْ تحذيراتُ الشريعة القاطعة وأصولُها الجامعةُ بالنهي الأكيدِ، والتحريم الشديد، عن كلِّ عدوان وإفسادٍ يخلُّ بالأمن أو يُؤثِّر على الاستقرار؛ قال جلَّ وعلا: ﴿ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم