أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العشرون بعد المائة في موضوع _الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العشرون بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : الأمن في الأوطان الأمن في الأوطان مطلب الكثير من الناس، بل هو مطلب العالم بأَسْرِه، حياةٌ بلا أمن لا تساوي شيئًا، كيف يعيش المرء في حالةٍ لا يأمن فيها على نفسه حتى من أقرب الناس إليه؟! خوف وذعر وهلع وترقُّب وانتظارٌ للغد، لا يفكر الإنسان في شيءٍ إلاَّ في حاله اليوم، ليس عنده تفكيرٌ في مستقبل، وما كان ذلك إلاَّ بسبب فقدان الأمن. أوَّل مَطلَب طلَبَه إبراهيم من ربِّه سبحانه هو أنْ يجعل هذا البلد آمِنًا؛ ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، ويقول في آيةٍ أخرى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 126]. فانظُروا هاتين الآيتين، فإبراهيم طلَب في الآية الأولى تحقيقَ الأمن؛ حتى يتحقَّق له عبادة الله على الوجْه الصحيح؛ ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]؛ لأنَّ الإنسان في حال الفِتنة والقلاقل يشغله الخوفُ عن عبادة ربِّه، وربما زاغَ كثيرًا عن الحقِّ، ألم يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنَّ المتمسِّك بدينه في آخِرِ الزمان حين تكثُرُ الفتن كالقابض على الجمر؟! أمَّا الآية الثانية فطلب إبراهيم تحقيق الأمن، ثم قال: ﴿ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾ [البقرة: 126]؛ لأنَّ بلدًا لا أمن فيه كيف تستقيم للناس فيه أرزاقُهم؟! وهذا الواقع أمامكم ما إن تُعلَن حرب أو فتنة في بلد، حتى ينقل أرباب الأموال أموالهم إلى بلدانٍ أخرى، وما علموا أنَّ الحِفاظ على النفس أولى من الحِفاظ على المال، فالنفس تزولُ، والمال غادٍ ورائح، ولكن ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20]. عباد الله، الأمن مَطلَب الجميع، ولقد كانت قريش في الجاهلية قد جعلتْ نفسها مسؤولةً عن أمْن مكة والحجيج الوافدين إليها، حتى إذا جاء حاج فتعامَل مع أحد المقيمين في مكة ثم ظلَمَه حقه، نادَى هذا الرجل على أهل مكة بأعلى صوته طالبًا حقَّه، فاجتمعت قريش بأفخاذها وقبائلها في دار عبدالله بن جُدعان، فتحالفوا على ألاَّ يُظلَم في مكة غريب ولا حر ولا عبد إلا كانوا معه. روى البيهقيُّ وغيرُه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((لقد شهدتُ في دارعبدالله بن جُدعان حِلفَ الفضول، أمَا لو دُعِيت إليه اليومَ لأجبتُ، وما أحبُّ أنَّ لي به حمر النَّعم وأنِّي نقضته)ولما دخَل رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى مكة فاتِحًا، أمَر أنْ يُنادِي مناد:(مَن دخَل المسجد الحرام فهو آمِن، ومَن دخَل دارَه فهو آمِن، ومَن دخَل دارَ أبي سفيان فهو آمِن)؛ لأنَّ الناس إذا أمِنُوا على أنفسهم اطمأنُّوا،وزالَ عنهم الرعب، وعادت إليهم عقولهم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم