أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع وأنه نعمة تستحق الشكر قال الإمام الغزالي - رحمه الله - الرزاق هو الذي خلق الأرزاق والمرتزقة وأوصلها إليهم وخلق لهم أسباب التمنع بها والرزق رزقان ظاهر وهي الأقوات والأطعمة وذلك للظاهر وهي الأبدان وباطن وهي للعارف والمكاشفات وذلك للقلوب والأسرار وهذا أشرف الرزقين فإن ثمرتها حياة الأبد وثمرة الرزق الظاهر قوة الجسد إلى مدة قريبة الأمد والله تعالى هو المتولي لخلق الرزقين والمتفضل بالإيصال إلى كلا الفريقين ولكنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وغاية حظ العبد من هذا الوصف أمران، أحدهما أن يعرف حقيقة هذا الوصف وأنه لا يستحقه إلا الله تعالى فلا ينتظر الرزق إلا منه ولا يتوكل فيه إلا عليه. وقيل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟ فقال: من عند الله، فقيل له: الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء؟ فقال: كأن ماله إلا السماء! يا هذا الأرض له والسماء له، فإن لم يؤتني رزقي من السماء ساقه لي من الأرض، وأنشد: وكيف أخاف الفقر والله رازقي ****** ورازق هذا الخلق في العسر واليسر تكفل بالأرزاق للخلق كلهم ********* وللضب في البيداء والحوت في البحر) (تفسير القرطبي) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله (صحيح الترغيب والترهيب). أن تعلم أخي أن الرزق ليس له إلا مصدر واحد ألا وهو الواحد سبحانه وتعالى فلا معطي ولا مانع ولا معز ولا مذل إلا هو الرازق الرزاق قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ [الروم:40] قال الشاعر : ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا **** هلكن إذاً من جهلهن البهائم ولم يجتمع شرق وغربٌ لقاصد ولا ****** المجد في كف امرئ والدراهمُ ثالثا: الإيمان بأن الله هو المحيي المميت يملأ القلب سكينة وشجاعة وثقة بأن الأرواح بيد الله تعالى فهو المحيي المميت وعندها لا يفزع المسلم ولا يخاف إلا من الله تعالى يتحقق له الأمن النفسي على نفسه. يستشعر المسلم مدى حفظ الحفيظ له كما في وصية النبي – صلى الله عليه وسلم لابن عباس – رضي الله عنهما - عن النبي –صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: "كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية غير الترمذي "احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك. وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا") أخرجه أحمد. حفظه - سبحانه - له في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، قال الله - عز وجل -: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ﴾ (الرعد: 11). قال ابن عباس: هم الملائكة يحفظونَهُ بأمرِ الله، فإذا جاء القدر خَلُّوْا عنه (أخرجه الطبري). وقال عليٌّ - رضي الله عنه -: "إنَّ مع كلِّ رجلٍ ملكين يحفظانه مما لم يقدرْ فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينَه، وإنَّ الأجل جُنَّةٌ حصينة" أخرجه الطبري. وقال مجاهد: "ما مِنْ عبدٍ إلاَّ له مَلَكٌ يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامِّ، فما من شيء يأتيه إلا قال: وراءك، إلا شيئاً أذن الله فيه فيصيبه" أخرجه: الطبري. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم