أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة عشرة بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة عشرة بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع وأنه نعمة تستحق الشكر حديثنا اليوم عن قضية العصر ألا وهي الأمن والأمان وسيدور حديثنا عن أخطر أنواع الأمن ألا وهو الأمن النفسي فما المراد بالأمن النفسي؟ وكيف يحقق الإيمان بالله تعالى الأمن النفسي للفرد والمجتمع؟. *تعريف الأمن النفسي الأمن النفسي عباد الله هو: شعور المرء بالسكينة والراحة والاطمئنان على النفس والرزق والمال، فهو شعور يدفع صاحبه إلى الرضا بالله ربا مدبرا رازقا خالقا وعندها يجد المسلم نفسه لا يخاف من أحد إلا الله و لا يخاف من الحاضر و لا المستقبل لأن الذي يدير الكون هو الرب الرحيم الحافظ... يقول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175]. أما إذا افتقد الإنسان الأمن النفسي فإنه يعيش في قلق وخوف ويعاني من الشعور بالاكتئاب والاضطراب الذي يحول حياة المرء إلى جحيم لا يطاق يدفعه إلى المعاصي وربما يزجه في هوة الانتحار. *الإيمان بالله وأثره في تحقيق الأمن النفسي الإيمان بالله - تعالى - هو صمام الأمن والأمان لدى الفرد والمجتمع فالإيمان به سبحانه وتعالى خالقا مدبرا رازقا يحيي ويميت يجعل الإنسان يعيش في أمن وسكينة واطمئنان. أولا: الإيمان بتدبير الله تعالى وأثره النفسي : فعندما تؤمن بأن الله تعالى هو الذي يدبر الأمور وهو الذي يسير الحياة بقدرته و قوته عندها يجد المسلم برد الأمن في قلبه ونفسه ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31]. فإن الله تعالى قد أخبرنا في القرآن بأنه يدبر الأمر، وتدبيرالأمريعم تقديره وتسهيله وإنفاذه على أحسن حال وأحمده عاقبة، فقد قال البيضاوي: يدبر الأمر : يقدرأمرالكائنات على ما اقتضته حكمته، وسبقت به كلمته،ويهيئ بتحريكه أسبابها وينزلهامنه،والتدبير النظر في أدبار الأمور لتجيء محمودة العاقبة. اهـ. وقال ابن كثير: يدبر الأمر أي: يدبر أمر الخلائق: ﴿ لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ﴾ [سبأ: 3] ولا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلظه المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين، ولا يلهيه تدبير الكبير عن الصغير، في الجبال والبحار والعمران والقفار: ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ﴾ [هود: 6] ﴿ وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ﴾ [الأنعام: 59]. اهـ. لو كنت تعلم كيف يدبر الله لك الأمور لا زدت له حبا!!!. إنك تدعو الله فيما تحب، فإذا وقع ما تكره فلا تخالف الله فيما أحب. قال داوود عليه السلام: "رب أي عبادك أبغض إليك"؟. قال: عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض به. من خرج عن تدبيره لنفسه كان الله هو القائم بحسن التدبير له؛ لأنه قد فوض أمره إليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. يا ابن آدم لا تدبر لك أمرا ******* فأولو التدبير هلكى فوض الأمر إلينا **************تجدنا أولى بك منك إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم