أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة عشرة بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *شكرا لله على نعمة الإيمان : ثانيًا: توحيد الألوهيَّة، ومعنى هذا النوع من التوحيد: الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الإله الحق، لا إله غيره، وإفراده بالعبادة. أنت أيها العابد المؤمن بالألوهيَّة، تعبد الله وحْدَه، وتُخْلِص المحبَّة له، وكذا الخوف والرجاء، والدعاء والتوكُّل، والتذلُّل والخضوع، وكل أنواع العبادات. قال ابن تيميَّة: "وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحِّدين والمشركين، وعليه يقعُ الثواب والجزاء"؛ "رسائل الحسنة والسيِّئة" ص 261. ولو فكَّرتَ في كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، لوجدتَ أنها مبنيَّة على توحيد الألوهيَّة، وأنَّه الأساس فيها، مما يدلُّ على أنه التوحيد المشتمل على كلِّ أنواع التوحيد، ففيها النفي: أولاً: نفي الألوهيَّة، والإثبات ثانيًا، إثبات الألوهيَّة، واشتملتْ على الْحَصْر؛ ليفيد أنَّه ما من إله إلا الله؛ كما قرَّر القرآن الكريم، فقال: ﴿ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 62]. فيا لعِظَم هذه الكلمة، ويا لمكانتها في قلب المؤمن، فلا يستشعر بها إلا مَن ذَاق طعْمَها، ووَقَف عندها، فإن ساحِلَها عظيم،ٌ وإن خيرَها عميمٌ، فهنيئًا لِمَن أقرَّها وآمن بها. فقد بُني الإسلام كلُّه على خَمس؛ "لا إله إلا الله" أوَّلها، ويدخل العُصاة النار، فيخرج منها حافظُها، ويَسعد بشفاعة نبيِّنا وحبيبِنا صلَّى الله عليه وسلَّم قائلها. ومِن شَرَفِها ومكانتها وعِظَمها أنها لا تُعادَل بشيءٍ ولا تُقَدَّر بثمن أبدًا مَهْمَا كان هذا الثمن؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله سيخلص رجلاً من أُمَّتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سِجلاًّ، كلُّ سِجلٍّ مثل مَدِّ البصر، ثم يقول له: أتنكرُ شيئًا من هذا؟ أظَلَمك كَتَبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذرٌ أو حَسَنة؟ فيُبْهَت الرجل ويقول: لا يا رب، فيقول: بَلَى، إنَّ لك عندنا حَسَنة، وإنَّه لا ظُلْمَ عليك اليوم، فيُخْرَج له بطاقةٌ فيها: أشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحْضِر وزْنَك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السِّجلات؟ فيقول: إنَّك لا تُظْلم، قال: فتُوضَع السجلات في كِفَّة والبطاقة في كِفَّة، فطاشَتِ السجلات وثَقُلَتِ البِطاقة، يُقال: فلا يَثْقُل مع اسمِ الله شيءٌ))؛ رواه ابن حِبَّان وغيره، وقال الأرناؤوط: إسنادُه صحيح. فليعلمِ المؤمن أنَّه سيُسألُ عن توحيده لربِّه في ربوبيَّته وألوهيَّته. ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات، وهذا هو النوع الثالث من أنواع التوحيد، نعم أيُّها الأحبَّة الكرام، وواجبُك تجاه هذا النوع من التوحيد هو الاعتقاد الجازم - الذي لا يقبل أيَّ شَكٍّ - بأن الله مُتَّصِفٌ بجميع صفات الكمال، مُنزَّه عن جميع صفات النَّقْص، مُتفرِّد بذلك عن جميع الكائنات، وإثبات ما أثبتَه سبحانه لنفسه وما أثبتَه له نبيُّه صلَّى الله عليه وسلَّم من غيرتشبيه بشيءٍ من صفات الخلائق ؛ لأن الله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]. ولا تعطيل بالنفي أو العمل، ولا تكييف بتحديدِ مكانها أو جِهتها، ولا تمثيل؛ ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل: 74]. فلا تسألْ عمَّا لَم يخبرْك الله به من الصفات، وليكنْ شعارُك: "الكيف مجهول، والسؤال عنها بدعة، والإيمان بها واجبٌ". فلا تصفْ ربَّك إلا بما وَصَف به نفسَه، عند هذا تكون من أهل الملَّة والإيمان. إخوتي في الله، هذا هو الإيمان بالله، ليس أمرًا صعبًا، ولا اعتقادًا مستحيلاً، وليس شيئًا ثقيلاً، وإنما ثَقُلَتْ بعضُ النفوس عن الإيمان بربِّها؛ لأنها عمدتْ على القلوب فحَجَبتْها، ومُدَّتْ إلى الآذان فصَمَّتْها، وعلى الأعين فأعْمَتْها، فأضلَّهم الله، ومَن يهدي مَن أضلَّ الله؟! [الأنترنت – موقع الألوكة - نعمة الإيمان بالله تعالى - الدكتور مثنى الزيدي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم