أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحادية عشرة بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : *شكرا لله على نعمة الإيمان إن أوَّل ما أراد الله تعالى أن يعلِّمه لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم من العلوم هو العقيدة، فهي أساس كل عِلْم، والأساس هو الأصل الذي يُبنى عليه غيرُه، فهي أصل؛ أصل للعبادة، أصل للتعامل، أصل للمآل والعاقبة. لذلك؛ نجد أن الله تعالى عندما أنزل الكلمات الأُوَل، كانتْ هذه الكلمات داعية إلى العلم، مع أنها أوَّل الكلمات، ومَبدأ العبارات؛ قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العَلَق: 1]. بل نجدُ أنَّ أوَّل كلمة إلهيَّة نزلتْ في القرآن الكريم هي "اقرأ"، ثم إن العجبَ العُجاب في هذه الآية أن الدعوة إلى العلم استمرَّتْ وتواصلتْ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾، ثم:﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 3]،ثم:﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ [العلق: 4]، ثم قال سبحانه: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾[العلق: 5]. وعن عائشة رضي الله عنه قالتْ: "أوَّل ما بُدِئ به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاَّ جاءتْ مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الْخَلاء، فكان يلحق بغارِ "حِراء"، فيتحنَّثُ فيه – قال: والتحنُّث التعبُّد - الليالي ذوات العَدد قبل أن يرجعَ إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد بمثلها، حتى فَاجأه الحقُّ وهو في غار حراء"، فجاءَه الملك، فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما أنا بقارئ)) قال: ((فأخذني، فغطني؛ حتى بلغَ منِّي الْجَهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأْ، قلتُ: ما أنا بقارئ، فأخَذَني فغطَّني الثانية؛ حتى بلَغَ منِّي الْجَهد، ثم أرْسَلَني، فقال: اقرأْ، قلتُ: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة؛ حتى بلَغَ منِّي الْجَهد، ثم أرْسَلَني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1- 5]. قال الإمام ابنُ كثير في تفسيره: "فأوَّل شيءٍ نزَلَ من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات، وهنَّ أوَّل رحمة رَحِم الله بها العباد، وأوَّل نعمة أنْعَمَ الله بها عليهم، ثم قال: وإن مِن كَرَمه تعالى أنْ علَّم الإنسان ما لم يعلمْ، فشرَّفه وكَرَّمه بالعلم، وهو القَدْر الذي امتازَ به أبو البشريَّة آدمُ على الملائكة". ثم تجد أن أول ما أوجبَ الله على رسوله تعلُّمه هو عِلم العقيدة التي أشار تعالى إليها في كلمة التوحيد، وكأنَّها الرمز الحقيقي الشامل لهذا العلم، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]. قال سيد طنطاوي في تفسيره: ("فاعلم أنه لا إله إلا الله": واثبتْ على هذا العلم واعمل بمقتضاه، واستمر على هذا العمل). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم