أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة بعد المائة في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة بعد المئة في موضوع الشكور وهي بعنوان : الاستغفار سببًا لرفع البلايا أمّا كونُ الاستغفار سببًا لرفع البلايا فقد قال الله جلا جلاله في شأن نبيّه يونس عليه السلام: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾. وهذا شعيبٌ عليه السلام يرى قومَه على أسوأ الأخلاق مع الشرك والإلحاد، فيلحُّ في نُصحهم للإقلاع عمّا هم فيه من ضلال، خوفا عليهم من عذاب المك الجبار ويبشّرهم بأنّ ربَّهم رحيمٌ بعباده، ودود بهم، ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾. وما أكثر البلايا في الأمة والمجتمع والبيوتات المسلمة وعند الفرد المسلم والتي تستوجب عقوبة الله وسخطه وعذابه، ومنع ذلك يكون بالاستغفار ذلكم السلاح الذي يملكه كل أحد. وتروي كتب التاريخ وتتتابع الأخبار والمنقولات عن أخبار المستغفرين وكيف أن الله جعل لهم من ضيق مخرجا فحققوا ما يريدون وما استصعب عليهم بل وما استحال عليهم بشريعة الاستغفار. يقول ابن القيم رحمه الله:"وشهدتُ شيخَ الإسلام ابنَ تيميه رحمه الله إذا أعيَته المسائل واستعصَت عليه فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار والاستعانة بالله واللجوء إليه واستنزال الصوابِ من عنده فيفتح الله عليه ،كثير من الناس يشتكي قلة الرزق وقلة ذات اليد مع كثرة المصروفات والالتزامات وتراكم الديون وكثرتها وتعقد الحياة حتى أصبحت الكماليات ضروريات، فتجده يتضجر في المجالس ويشتكي إلى فلان وعلان من الذين لا يملكون له رزقًا، ويغفل هذا وأمثاله عن أسباب الرزق الشرعية التي جاء بها الدين وذكرها الله في كتابه المبين وبينها النبي الكريم ومنها الاستغفار. جاء رجل إلى الحسن البصري يشكو إليه الجدب والقحط، فأجابه قائلاً: استغفر الله، ثم جاءه رجل آخر يشكو الحاجة والفقر، فقال له: استغفر الله، ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد، فقال له: استغفر الله، فعجب القوم من إجابته، فقالوا له في ذلك؟ فقال: ما قلت من عندي شيئاً؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾. نعم أيها المصلون إن للاستغفار أثراً في الدنيا على المستغفرين حيث يمدهم الله بالأموال والبنين والرحمة ويمنع عنهم العذاب قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: كان لنا أمانان ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا. وفائدة كبيرة من الاستغفار نأخذها من هذا الحديث الشريف عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ِ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من رجلِ يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الوضوء ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له}، ثم تلا عليه الصلاة والسلام قول الحق جل وعلا ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ تلك هي الحياة الإسلامية التي ترتبط بالله، وتدرك أن الأمور كلها مغاليقها ومفاتيحها وأسبابها ومنعها بيد الله سبحانه وحده لا شريك له. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم