أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة بعد المائة في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة بعد المئة في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة الهداية والثبات عليها يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: "اعلم أنَّ الطريق الموصلة إلى الله - سبحانه - ليستْ مما يُقطَع بالأقدام، وإنَّما يُقطَع بالقلوب"، ويقول أيضًا رحمه الله"اللهَ الله بالسرائر، فإنَّه ليس ينفع مع فسادِها صلاحٌ ظاهر". إنَّ العلم والإيمان إذا اجتمعَا في قلب عبد حقًّا، فلا يمكن أن ينكصَ على عقبيه؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "إنَّ الإنسان قد يؤتَى إيمانًا مع نقْص علمِه، ومثل هذا الإيمان قد يُرفع مِن صدره، كإيمان بني إسرائيل لَمَّا رأَوا العجل، وأمَّا مَن أوتى العلم مع الإيمان، فهذا لا يُرفع من صدره، ومثل هذا لا يرتدُّ عن الإسلام قطُّ، بخلاف مجرَّد القرآن، أو مجرَّد الإيمان، فإنَّ هذا قد يرتفع، وهذا هو الواقع، وأكثرُ ما نجد الرِّدة فيمَن عنده قرآن بلا عِلم وإيمان، أو مَن عنده إيمان بلا عِلم وقرآن، فأمَّا مَن أوتي القرآن والإيمان، فحصل فيه العلم، فهذا لا يُرفع مِن صدره". العلم ليس بمقدار ما يحفظه المرءُ من مسائلَ وأحكام، بل العلمُ - كما يقول الحسن البصريُّ - علمان: عِلم في القلْب، وعلم على اللِّسان، فعِلم القلب هو العلم النافع، وعلم اللِّسان حُجَّة الله على عباده. قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -: "لقد سَبرتُ السَّلف كلَّهم، فأردتُ أن أستخرج منهم مَن جمع بين العِلم حتى صار من المجتهدين، وبين العمل حتى صار قُدوة للعابدين، فلم أرَ أكثرَ من ثلاثة: أوَّلهم الحسن البصري، وثانيهم سفيان الثوري، وثالثهم أحمد بن حنبل. فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ **** إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالْكِرَامِ فَلاَحُ إنَّ من أعظمِ عوامل الثبات على دين الله: الدُّعاءَ والإلحاح على الله في الثبات على الصراط المستقيم حتى الممات، ولقد كان نبيُّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسأل ربَّه متوسلاً بالثناء عليه أن يَهديَه لصراطه المستقيم؛ ((اللهمَّ ربَّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطرَ السموات والأرض، عالِمَ الغيب والشهادة، أنت تحكُم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدِني لِمَا اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنَّك تهدي مَن تشاء إلى صراط مستقيم))؛ رواه الترمذي ، وكان - عليه الصلاة والسلام - كثيرًا ما يدعو الله أن يُثبِّتَه على دِينه، فيقول: ((يا مُقلِّبَ القلوب، ثَبِّتْ قلْبي على دِينك)). يقول ابن القيم - رحمه الله -: "إنَّ العبد إذا عَلِم أنَّ الله - سبحانه وتعالى - مُقلِّب القلوب، وأنَّه يحول بين المرْء وقلبه، وأنه - تعالى - كلَّ يوم هو في شأن، يفعل ما يشاء، ويحكُم ما يريد، وأنه - سبحانه - يَهدي مَن يشاء، ويُضِلُّ مَن يشاء، ويرفع مَن يشاء، ويخفض مَن يشاء، فما يُؤمِّنه أن يقلِّب الله قلبَه، ويحول بينه وبينه، ويُزيغه بعد إقامته، وقد أثْنَى الله على عبادِه المؤمنين بقوله: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]، فلولاَ خوفُ الإزاغة لَمَا سألوه ألاّ يُزيغ قلوبَهم" ا.هـ. ألِحُّوا على الله بالسؤال أن يربطَ على قلوبِكم، ويُثبِّتكم على دِينكم؛ فإنَّ القلوب ضعيفة، والشبهاتِ خاطفة، والشيطان قاعدٌ لكم بالمرصاد، ولكم في المؤمنين مِن قبلكم أسوة حسنة، فإنَّ مِن دعائهم: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8]. ثم صَلُّوا على الرحمة المهداة [ الأنترنت – موقع الألوكة - نعمة الهداية والثبات عليها - الشيخ أحمد الفقيهي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم