أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والتسعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والتسعون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : نعمة السكن : البيت المسلم مؤسس على تقوى من الله ورضوان ، ولا يدخله إلا أهلُ التقوى والإيمان من العلماء، والدعاة، والأخيار، وصالحي الإخوان؛ قال الله - تعالى - عن نوح: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} [نوح: 28]، والمؤمن الفطن - عباد الله - يختار الصالحين لصحبة أولاده؛ قال - تعالى -: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المِسْك ونافخ الكير؛ فحاملُ المسك: إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيِّبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة))؛ متفق عليه. عَنِ المَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلاَ تَصْحَبِ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي قال - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدُكم مَن يخالل))؛ رواه الترمذي وأبو داود. قال سفيان بن عيينة في تفسيره لهذا الحديث: انظروا إلى فرعون معه هامان، وانظروا إلى الحجاج معه يزيد بن أبي مسلم، أشر منه، وانظروا إلى سليمان بن عبدالملك، صحِبه رجاءُ بن حيوة - أحد الأعلام الأفاضل - فقوَّمه وسدَّده. والصحبة السيئة مصدر خطر كبير، فكم من شخص تحطم وانتكس، وتبلَّد حسه، ووهنت مشاعره؛ بسبب الرفقة السيئة، وكم من إنسان فسَدتْ أخلاقه، وانهدم بيته، وطلقت زوجته، وتحطمت حياته، وانسلخ من دينه وحيائه؛ بسبب الرفقة السيئة. ربُّ البيت المسلم لا ينشغل عن تدبير شؤون بيته وأسرته، بحجة العمل والارتباطات؛ قال صلى الله عليه وسلم -: ((إن لنفسك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا))، إن بعض الآباء - هداهم الله - يضِنُّ على أسرته وزوجته بساعة في اليوم، ويوم في الأسبوع، يقضي حاجاتهم، ويصلح شؤونهم، ويلعب معهم، يحاورهم، يناقشهم، وللأب - عباد الله - دور مهم في توجيه وتربية الأسرة، لا يمكن أن تقوم الزوجة به، فتعاونْ - أخي في الله - مع زوجك لحفظ أولادك، وتربيتهم، ومتابعتهم بالمشورة والحوار، وسماع الرأي الآخر برفق ولين. والمرأة التي تخرج للعمل وتترك الأولاد، لتربيهم الخادمات، ويرعاهم السائقون ويقومون عليهم، فالخادمات مصدر خطر على الأطفال، فبعضهم تَعلَّم صلاةَ النصارى من الخادمة، ومهما بلغ حرص الخادمة على تربية الأولاد، فلا يمكن أن يبلغ حرص الأم، خادمةٌ في أحد البيوت تتعاطى السحر والشعوذة، وتضر بأهله، أخرى تعذب الأطفال, وثالثة تسمم الطعام، ناهيكم عن جرائم القتل، وهتك الأعراض. وَهَلْ يُرْجَى لأَطْفَالٍ كَمَالٌ *** إِذَا ارْتَضَعُوا ثُدَيَّ النَّاقِصَاتِ الخادمة في البيت أجنبية؛ لا تحل الخلوة بها، ولا النظر إليها؛ {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور: 30]، كما يجب أن تحجب الخادمة، وتتحجب عن الرجال البالغين، والشباب المراهقين؛ {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، كما أن الذهاب مع السائق بدون مَحرَم - خلوة محرَّمة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يخلوَنَّ رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثَهما)). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم