أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والتسعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والتسعون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : نعمة السكن : البيت المسلم مأمور بحسن الجوار؛ قال – تعالى -: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36]، وقال صلى الله عليه وسلم :(ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيُوَرِّثه))، والإحسان إلى الجار يكون بالسلام عليه، والبشاشة في وجهه، وتعهده بالزيارة، وإسداء الهدية والنصح له، والفرح لفرحه، والتألم لألمه، وكف الأذى عنه؛ قال صلى الله عليه وسلم : ليس منا مِن لم يأمَن جارُه بوائقَه) البيت المسلم مطهر من صوت إبليس؛قال – تعالى -: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} [الإسراء: 64]، قال مجاهد: صوت الشيطان الغناء، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف))؛ رواه البخاري، قال الوليد بن يزيد: "إياكم والغناءَ؛ فإنه يَنقص الحياءَ، ويزيد الشهوة، ويهدم المروءة، وإنه لَيَنوبُ عن الخمر، ويفعل ما يفعله السكر"، وقال الإمام أبو حنيفة: الاستماع إلى الأغاني فسق، قال مالك: إنما يفعله الفساق، قال الإمام أحمد: "الغناء يُنْبِت النفاق في القلب، لا يعجبني". البيت المسلم مُطَهَّر من التصاليب؛ لأنها شعار النصارى؛ قالت عائشة - رضي الله عنها -: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه"؛ رواه البخاري وأبو داود، وقد انتشرت التصاليب في بيوت المسلمين في السجاد، والستائر، ونقوش الحائط، فتنبَّه ولا تكن من الغافلين. البيت المسلم سليم من المخالفات التي نهى عنها اللهُ ورسوله؛ عن أبي طلحة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورةٌ)؛ متفق عليه. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن اقتنى كلبًا، إلا كلبَ صيدٍ أو ماشيةٍ، فإنه يَنقصُ من أجره كُلَّ يوم قيراطان)، وفي روايةٍ:(قيراطٌ واحد) متفق عليه. البيت المسلم يُعنى بحسن تربية الأولاد؛ امتثالاً لقوله – تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]، والتربية مسؤولية ملقاة على عاتق الوالدين؛ قال صلى الله عليه وسلم : (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)). وإحسان تربية الأولاد يجعلهم ذخرًا لوالديهم يوم القيامة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - لَيرفعُ الدرجةَ للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذا؟! فيقول: باستغفار ولدك لك))؛ رواه أحمد، كما أن حسن التربية سبب لثناء الناس على الوالدين، وسوء التربية يجلب الشتمَ والإهانة لهما؛ بسبب أفعال الأولاد. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم