أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والتسعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والتسعون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : نعمة السكن : البيت المسلم حريصٌ أهلُه على الصلاة جماعة، يخرجون إليها مبكِّرين؛ قال - تعالى -: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعوِّدهم الخير، فإن الخير عادة"؛ رواه البيهقي. البيت المسلم معطر بذكر الله وقراءة القرآن، محصن من الشيطان، وقد رغَّب - صلى الله عليه وسلم - في قراءة القرآن في البيوت، لا سيما سورة البقرة؛ لأن قراءتها في البيت تطردُ عنه الشياطين - بإذن الله تعالى - قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابرَ, إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة))؛ رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخل الرجل بيتَه، فذَكَر اسم الله - تعالى - حين يدخل وحين يَطعم - قال الشيطان - يعني لأصحابه -: لا مبيتَ لكم ولا عشاء ها هنا، وإن دخل فلم يَذكُر اسم الله عند دخوله، قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه، قال: أدركتم المبيت والعشاء))؛ رواه مسلم وأحمد، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال له: حسبك، قد هديت، وكُفِيت، ووُقِيت، فيتنحى له الشيطان، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هُدي، وكُفي، ووُقي؟!)؛ رواه أبو داود والترمذي، وهو في "صحيح الجامع" رقم 499. كما بيَّن - صلى الله عليه وسلم - الفرقَ بين البيت الذي يُذكر الله فيه، والبيتِ الذي لا يُذكر الله فيه، فقال: ((مَثلُ البيت الذي يُذكر الله فيه، والذي لا يذكر الله مَثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري ومسلم. وكم في بيوت المسلمين من بيوت ميتة؛ بل هي في الحقيقة مأوى للجن والشياطين، بعيدةٌ عن ذكر الله، مليئةٌ بالفساد والمنكرات، لا يُسمعُ فيها إلا مزاميرُ الشياطين، وأصواتُ المطربين والمطربات؛ {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19]، وما أقبحَ البيوتَ إذا خلتْ من ذكر الله، فاجتالتْها الشياطينُ، وعششت فيها وفرخت، فصارت قبورًا موحشةً، وأطلالاً خربةً، فعميت قلوبُ ساكنيها، وابتعدت عنها الملائكة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم