أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التسعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التسعون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) وقفة : قيل لأبي عثمان النيسابوري:ما أرجى عمل عندك؟ قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبى، فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت -أباها- وكان فقيرًا فزوجني منها، وفرح بذلك، فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج، فأقعد حفظًا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئًا، وإني على جمر الغضى من بغضها، قال: فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها[ صيد الخاطر: (ص349).] همسة : أخي الشاب: لابد من توفر شروط الاستقامة في شخصك حتى تفوز بيد الزوجة الصالحة، فهي تبحث عن رجل صالح خلقه القرآن، يمتثل لأمر الله - عز وجل - وأمر رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - .. وأني للاهٍ ساهٍ أن يخطب الحسناء.. ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر.. ومن أول ثمار تفكيرك بالزواج من امرأة صالحة أنك تفكر في إصلاح نفسك.. وهذه نعمة عظيمة وبداية للخير سديدة. جمع الله بينكما على خير، ورزقكما الذرية الصالحة في دوحة هنية سعيدة. أخي الحبيب : لن تندم أبدًا وأنت تطيع أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «عليك بذات الدين تربت يداك» فقر عينًا، وأكثر من الدعاء بصلاح الذرية! [الأنترنت – موقع نكاح الصالحات ثماره وآثاره - د. عبد الملك القاسم ] *نعمة البيت المسلم : نعمة من نِعَم الله - تعالى - على عباده في هذه الحياة، أنْ هيَّأ لهم الأُسرَ والبيوتات، ومنَّ عليهم بالسكن والتجمعات، وجعلها سكنًا ورحمةً، ولباسًا وموَّدة، يتفيَّأ المسلم خلالها عن الحر, ويستدفئُ بها من البرد، وتسترُه عن الأنظار، وتحصنُه من الأعداء. قال - سبحانه وتعالى -: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80]. قال الحافظُ ابنُ كثير - رحمه الله تعالى -: "يذكر - تبارك وتعالى - تمامَ نِعَمه على عبيده، بما جعل لهم من البيوت، التي هي سكن لهم، يأوون إليها ويستترون، وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع". لقد جعل الله - تعالى - البيوت سكنًا يأوي إليها أهلُها، تطمئنُّ فيها النفوسُ, وتأمنُ فيها الحرماتُ، وتسترُ فيها الأعراض، ويتربَّى في كنفها الأجيال، وهو - سبحانه وتعالى - يريد بذلك من البيوت أن تكون قلاعَ خيرٍ ومحبةٍ ووئامٍ، وحصونَ برٍّ وحنانٍ وأمانٍ, وديارَ خيرٍ وفضيلة وإحسانٍ. ويدرك المسلم - يا رعاكم الله - قدرَ نعمة السكن والمأوى على بني آدم، حينما يرى أحوال مَن سُلبوا هذه النعمةَ، من المشرَّدين واللاجئين من إخواننا في العقيدة والدين, الذين يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع،حينها يعلم يقينًا معنى التشتُّتِ والحرمان،الناجمينِ عن فقد السكن والمأوى. كما يدرك المسلم هذه النعمةَ عندما يرى إخوانه في العقيدة في بلادٍ منكوبةٍ من العالم الإسلامي، يتضوَّرون جوعًا في الزمهرير القارس، والحَرِّ المهلك، لا يجدون ملجأً ولا مسكنًا كريمًا، يعيشون أمضَّ عيشةٍ، بلا راحةٍ ولا هدوءٍ، ولا سعادةٍ ولا اطمئنانٍ، استولى الأعداء على بلادهم، فهدَّموا منازلهم، وأقضُّوا مضاجعهم، وكدَّروا ما صفا من عيشهم، والله المستعان، كما تبرز عظمةُ هذه النعمة - نعمةِ السكنِ والمأوى - أمام المسافر واضحةً جليةً، حيث بيَّن ذلك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم نَهْمَتَهُ من سفره، فليُعجِّل الرجوع إلى أهله))؛ رواه البخاري ومسلم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم