أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والثمانون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) *أين تجد الصالحات؟ لا شك أن نفسك تاقت للفتاة المصون من صالحات هذه الأمة، والسؤال منك بدأ يرتفع في لهف وشوق: أين أجد هذه؟ وأين منبتها؟ كل تلك الأسئلة تدور في ذهن المسلم العاقل الرزين. بل تتواتر مثل تلك الأسئلة أو أكثر؛ إذا أراد شراء منزل أو سيارة، فما باله يبخس نفسه وذريته حق السؤال والمتابعة والتدقيق؟! أخي الشاب : جعل الله - عز وجل - علامات وأماكن لأهل الخير والصلاح، وكذلك لأهل الفسق والمجون؛ فأماكن الصالحات في قعر البيوت لا يعرفن الخروج إلا لضرورة، إن رأيتها في سوق أو شارع فإذا بها ممتثلة أمر الله - عز وجل - ورسوله في الحجاب. تجدها في مصليات المدارس والجامعات، وتجدها في دور التحفيظ النسائية، وتجدها في مدارس تحفيظ القرآن للبنات، وتجدها عند الخيرات من أمثالها، فالطيور على أشباهها تقع. تجد الصالحات في بيوت أهل العلم والدين والخير والنبلاء، تتلألأ بهن تلك البيوت ولله الحمد. ومن نعم الله أن كثرة الالتزام في الفتيات ليس له حد، بل قد يفوق عددهن على الشباب خلال هذه العشرة سنوات، بجهد بسيط تجد بغيتك، وبسؤال عابر تحقق أمنيتك. أنموذج من الصالحات : التقى الشعبي -رحمه الله- مع شريح القاضي -رحمه الله- ذات مرة، فسأل الشعبي شريحًا، عن حاله في بيته، فقال له شريح: من عشرين عامًا لم أر ما يغضبني من أهلي!! فقال له الشعبي: وكيف ذلك؟ فقال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي، رأيت فيها حسنًا وجمالاً نادرًا، فقلت في نفسي: فلأطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله!! فلما سلمت من صلاتي، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، تسلم بسلامي. فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها، اقتربت منها، لأصيب منها ما يصيب الرجل من زوجته، فقالت لي: على رسلك يا أبا أمية!! كما أنت!! ثم قالت: الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة عنك!! لا علم لي بأخلاقك!! فبين لي ما تحب أن آتيه فآتيه، وما تكره فأتركه!! ثم قالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرجال من هو كفء لي!! ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولاً!! قد ملكت فاصنع ما أمرك الله به: إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان!! أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك!! قال شريح: فأحوجتني -والله يا شعبي- إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله، أحمده وأستعينه ، وأصلي على النبي وآله وأسلم، وبعد: فإنك قلت كلامًا إن ثبت عليه يكن ذلك حظك!! (أي يكن خيرًا كثيرًا لك) وإن تدعيه يكن حجة عليك!! ثم قال: وإني أحب كذا وكذا، وكذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها!! وما رأيت من سيئة فاستريها!! فقالت لي: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ فقلت: ما أحب أن يملني أصهاري!! (لا أحب أن يكثروا من الزيارة باستمرار فأمل منهم). فقالت: فمن تحب من جيرانك، أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ فقلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم صالحون، فأذني لهم!! وأما بنو فلان وبنو فلان فقوم سوء، فلا تأذني لهم!! قال شريح: فبت معها تلك الليلة بأنعم ليلة!! وعشت معها عامًا كاملاً، لا أرى منها إلا ما أحب وأتمنى. فلما كان رأس السنة الجديدة، رجعت من مجلس القضاء إلى بيتي، فإذا بفلانة في بيتي!! فقلت: من هذه المرأة؟ فقالوا: ختنك -أي أم زوجتك-!! فالتفتت إلي وسألتني: كيف رأيت زوجتك يا أبا أمية؟فقلت:خير زوجة! فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين: إذا ولدت غلامًا، أو حظيت عند زوجها!! (أي شعرت بحبه وتعلقه بها) فوالله، ما حاز الرجال في بيوتهم شرًا من المرأة المدللة!! فأدب ما شئت أن تؤدب!! وهذب ما شئت أن تهذب!! قال شريح: فمكثت معي تلك المرأة عشرين عامًا، لم أعقب عليها في شيء إلا مرة واحدة، وكنت فيها مخطئًا!! ثم ماتت -رحمها الله-. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم