أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والثمانون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي: أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد السيف فلم يطق حمله، فشدته على ساعدة بنسعة، ثم أتت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أي بني، احمل هاهنا، احمل هاهنا» فأصابته جراح فانصرع، فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أي بني لعلك جزعت» قال: لا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزل قول الله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245] قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله - عز وجل - ليريد منا القرض؟ قال: «نعم يا أبا الدحداح» قال: أرني يدك يا رسول الله، قال: فناوله يده، فإني قد أقرضت ربي -عز وجل- حائطي قال: وحائط له فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح فنادها: يا أم الدحداح، قالت: لبيك، قال: اخرجي، فقد أقرضته ربي -عز وجل-، فحملت ما لها من متاع، وكان بيد أحد أبنائها تمرة فألقتها من يده وخرجت مع صغارها[ انظر تفسير ابن كثير، (1/299).] قال الإمام أحمد -رحمه الله- عن زوجته عباسة بنت الفضل: أقامت معي ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة، ثم ماتت رحمها الله. وكان ببغداد رجل بزاز[ البزاز: بائع البز، والبز: الثياب أو متاع البيت من الثياب ونحوها.] له ثروة، فبينا هو في حانوته أقبلت إليه صبية فالتمست منه شيئًا تشتريه، فبينا هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك، فتحير، وقال: قد والله تحيرت مما رأيت. فقالت: ما جئت لأشتري شيئًا، إنما لي أيام أتردد إلى السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه، وقد وقعت أنت بقلبي، ولي مال، فهل لك في التزوج بي؟ فقال لها: لي ابنة عم وهي زوجتي، وقد عاهدتها ألا أغيرها، ولي منها ولد. فقالت: وقد رضيت أن تجيء إلي في الأسبوع نوبتين، فرضي، وقام معها، فعقد العقد ومضى إلى منزلها، فدخل بها. ثم ذهب إلى منزله، فقال لزوجته: إن بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده. ومضى، فبات عندها، وكان يمضي كل يوم بعد الظهر إليها. فبقي على هذا ثمانية أشهر. فأنكرت ابنة عمه أحواله، فقالت لجارية لها: إذا خرج فانظري أين يمضي؟ فتبعته الجارية، فجاء إلى الدكان، فلما جاءت صلاة الظهر قام، وتبعته الجارية، وهو لا يدري، إلى أن دخل بيت تلك المرأة. فجاءت الجارية إلى الجيران فسألتهم: لمن هذه الدار؟ فقالوا: لصبية قد تزوجت برجل تاجر بزاز. فعادت إلى سيدتها، فأخبرتها، فقالت لها: إياك أن يعلم بهذا أحد، ولم تظهر لزوجها شيئًا. فأقام الرجل تمام السنة، ثم مرض، ومات، وخلف ثمانية آلاف دينار، فعمدت المرأة التي هي ابنة عمه إلى ما يستحقه الولد من التركة، وهو سبعة آلاف دينار، فأفردتها وقسمت الألف الباقية نصفين، وتركت النصف في كيس، وقالت للجارية: خذي هذا الكيس واذهبي إلى بيت المرأة، وأعلميها أن الرجل مات، وقد خلف ثمانية آلاف دينار، وقد أخذ الابن سبعة آلاف بحقه، وبقيت ألف فقسمتها بيني وبينك، وهذا حقك، وسلميه إليها، فمضت الجارية، فطرقت عليها الباب، ودخلت، وأخبرتها خبر الرجل، وحدثتها بموته، وأعلمتها الحال، فبكت، وفتحت صندوقها وأخرجت منه رقعة وقالت للجارية: عودي إلى سيدتك، وسلمي عليها عني، وأعلميها أن الرجل طلقني، وكتب لي براءة، وردي عليها هذا المال، فإني ما استحق في تركته شيئًا [ صفة الصفوة: (2/532).] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم