أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والثمانون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) وقال شميط بن عجلان: رحم الله رجلاً تبلغ بامرأة وإن كانت نصفًا، وكان في وجهها رداءة، إن كان موقنًا بنساء أهل الجنة [المرجع السابق.] وكان مالك بن دينار رحمه الله، يقول: (يترك أحدكم أن يتزوج يتيمة فيؤجر فيها إن أطعمها وكساها، تكون خفيفة المؤنة،ترضى باليسير،ويتزوج بنت فلان وفلان يعني أبناء الدنيا،فتشتهي عليه الشهوات وتقول: اكسني بكذا وكذا) [ الإحياء: (2/44).] تجارب : قال يحيى بن يحيى: كنت عند سفيان بن عيينة، إذ جاء رجل فقال: يا أبا محمد أشكو إليك من فلانة -يعني امرأته- أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها، فأطرق سفيان مليًا ثم رفع رأسه فقال: لعلك رغبت إليها لتزداد عزًا؟ فقال: نعم يا أبا محمد، قال: من طلب العز ابتلي بالذل، ومن طلب المال ابتلي بالفقر، ومن طلب الدين جمع الله له العز والمال مع الدين. ثم أنشأ يحدثه فقال: كنا إخوة أربعة: محمد وعمران وإبراهيم وأنا، فمحمد أكبرنا وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم؛ فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب فتزوج من هي أكبر منه حسبًا فابتلاه الله بالذل، وعمران رغب في المال فتزوج من هي أكثر منه مالاً فابتلاه الله بالفقر، وأخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئًا، فقدم علينا عمران بن راشد، فشاورته وقصصت عليه قصة إخوتي، فذكرني حديث يحيى بن يحيى بن جعدة وحديث عائشة، فأما حديث يحيى بن جعدة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «تنكح المرأة على أربع: على دينها وحسبها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك» وحديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة» فاخترت لنفسي الدين وتخفيف الظهر اقتداء بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فجمع الله لي العز والمال مع الدين [ حلية الأولياء: (7/289).] نماذج من ثمار نكاح الصالحات : ذكر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نهى في خلافته عن مذق اللبن بالماء (أي مزجه به) فخرج ذات ليلة في حواشي المدينة، فإذا بامرأة تقول لابنةٍ لها: ألا تمذقين لبنك فقد أصبحت؟ فقالت الجارية: كيف أمذق، وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق؟ فقالت: قد مذق الناس فامذقي، فما يدري أمير المؤمنين. فقالت: إن كان عمر لا يعلم، فاالله يعلم، ما كنت لأفعله وقد نهى عنه. فوقعت مقالتها من عمر، فلما أصبح دعا عاصمًا ابنه فقال: يا بني اذهب إلى موضع كذا وكذا، فاسأل عن الجارية -ووصفها له- فذهب عاصم، فإذا هي جارية من بني هلال، فقال له عمر: اذهب يا بني فتزوجها، فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب، فتزوجها عاصم بن عمر فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن عمر ابن الخطاب، فتزوجها عبد العزيز بن مروان بن الحكم، فأتت بالخليفة عمر بن عبد العزيز[ سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم، (ص22، 23).] خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم، فقالت: ما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم وتزوجها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم