أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) الخامس والثلاثون: يسرك أن تسمع كلام الله يتلا: ﴿وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾ [النور: 24] فكن أنت وزوجك ممن ذكرهم الله - عز وجل - وجمع بينهم على التقوى والهدى. السادس والثلاثون: إنها امرأة تحفظ نفسها وعرضها عن شياطين الإنس والجن: علمت أن الخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال، ولذا فهي لك وحدك، ليس معك شريك في النظر إليها أو محادثتها أو غير ذلك. كانت عتبة فتاة بارعة الجمال، فائقة الحسن والدلال، فعشقها أحدهم وتعلق قلبه بها، فطلب منها أن يراها، ولو مرة واحدة، فأبت عليه وامتنعت، فاشتد تعلقه بها، ومرض واشتد مرضه، ثم مات!! فقيل لها لما مات: ما كان يضرك لو أمتعتيه بوجهك!! فقالت: منعني من ذلك: مخافة القوي الجبار، وخوف العار، وشماتة الجار، وإن بقلبي -أي من الحب والشوق إليه- أضعاف ما بقلبه، غير أني أجد ستره وكتمانه، أبقى للمودة، وأحمد للعاقبة، وأطوع للرب، وأخف للذنب . [ كتاب روضة المحبين، لابن القيم.] قال إبراهيم بن الجنيد: راود رجل امرأة عن نفسها، في حال خلوة بها، فقالت له: أنت قد سمعت القرآن والحديث، فأنت أعلم!! قال: فأغلقي الأبواب، فأغلقتها كلها!! فلما دنا منها، قالت له: بقي باب لم أغلقه! فقال لها مستغربًا: أي باب؟! فقالت والدموع تتحدر من عينيها: الباب الذي بينك وبين الله تعالى!! فأفاق الرجل من غفلته، وتركها لله -تعالى-، ولم يتعرض لها بسوء [ كتاب روضة المحبين، لابن القيم، بتصرف.] وبعض الناس إذا تزوج بامرأة غير صالحة؛ يرتاب في أمرها ويشك في حالها وتنقلب حياته تعاسة ونعيمه بؤسًا، أما الزوجة الصالحة الحافظة لحدود الله - عز وجل - فإنها قرة عين وموطن ثقة ولله الحمد. إنها منهن في عمر الزهور تسابقت مع زميلاتها في المدرسة وتنافست أعظم منافسة، سعت مع أخواتها في المدرسة إلى حفظ القرآن الكريم فكان لها ذلك بعد جهد ثلاث سنوات وكان المصحف لا يسقط من يدها! ما علمت بعمل يقربها إلى الله زلفى؛ إلا وسارت إليه وتحرت عمله، تصوم الاثنين والخميس، والأيام البيض، أما قيام الليل فهو بساعات طوال! لما يسر الله - عز وجل - وأنهت الدراسة الجامعية ونالت مرتبًا شهريًا.. فرحت به.. ليس للمال بل محبة في الإنفاق.. تسارع إلى والدتها تلبي حاجتها، وتسر في أذن قريبتها: ماذا تريد؟ أما أبواب الخير الأخرى فهي أمامها مشرعة، والعجب جمع الله لها بين الأدب الرفيع والخلق الحسن.. وجميل الحديث صفة من بعض صفاتها.. إن هذه الدرة المصونة والياقوتة المتلألئة قد قاربت الثلاثين ولم تتزوج، والأخرى قاربت الأربعين، والثالثة بينهما عمرًا وسنًا. أين من يتسابقون إلى مثلهن، وتهفو قلوبهم إلى الصالحات؟ لقد أبعدهن لسواد في بشرتها، أو قصر سنتمترات في طولها، أو ضعف في بصرها.. أما تلك الشابة الصالحة؛ فنسيت في بيت والدها مع أنها تحمل كتاب الله - عز وجل - في صدرها.. والسبب أنها مطلقة ،ليس معنى هذا أن الصالحات قبيحات دميمات، بل هن من قد جمع الله لهن جمال الخلقة وجمال الخلق. وقد اختار الإمام أحمد بن حنبل عوراء على أختها، وكانت أختها جميلة، فسأل عن أعقلهما؟ فقيل: العوراء، فقال: (زوجوني إياها) [ الإحياء: (3/131).] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم