أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) الثلاثون: المرأة الصالحة من منبت طيب، يبحث أهلها عن الزوج الصالح، وليس الهدف التكثر من الأموال في المهر والولائم؛ فقد رضوا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «أكثر النساء بركة: أيسرهن مؤنة» ومن الصالحات من تزوجت بمهر قليل جدًا ولم تحمل زوجها بعد النكاح ديونًا، ولا أرهقته بطلبات تثقل كاهله وتجعله مهمومًا بالنهار مغمومًا بالليل. الحادي والثلاثون: إن نزل بالزوج مصيبة الموت وتوفاه الله - عز وجل -، فإنها زوجة وفية تدعو لك بالرحمة والمغفرة، وتسعى لأن تجلب إليك ما يرفع درجتك. وأذكر أن امرأة تزوجت رجلاً توفي بعد سنوات قليلة من زواجه، فما كان من الزوجة الوفية إلا أن جمعت من راتبها -وهي معلمة- حتى بنت له مسجدًا على مدى ثلاث سنوات. الثاني والثلاثون: الزوجة الصالحة امرأة مطيعة، تشبع رغبات زوجها العاطفية والنفسية، حتى وهي في أشد حالات العمل؛ لأنها سمعت حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطاعت وامتثلت: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح» [رواه البخاري]. الثالث والثلاثون: الزوجة الصالحة امرأة خدوم في بيتها وأولادها على قدر استطاعتها. وحسبك بابنة نبي الأمة فاطمة رضي الله عنها، عندما جاءت إلى أبيها - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى.. فهذه الأمة وابنة نبي وأثر فيها الرحى خدمة لزوجها وأولادها. وأخرى من الصالحات هي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستسقي الماء وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ [ الفرسخ نحو خمس كيلومترات. ] [رواه مسلم] ومعنى هذا أنها تحمل الماء على رأسها أكثر من ثلاث كيلومتر ونصف. الرابع والثلاثون: إن الزوجة الصالحة غضيضة الطرف عن غير زوجها، امتثالاً لأمر الله - عز وجل -: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾ [النور: 24]، ولذلك لديها سكون عاطفي ونفسي، لا تتطلع إليه ولا ترمق سواه. امرأة حيية والحياء لا يأتي إلا بخير. عن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت: جئت يومًا، والنوى على رأسي فلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومعه نفر من الأنصار، فدعاني -عليه الصلاة والسلام- ثم قال: (إخ!! إخ!!) ليحملني خلفه!! [رواه مسلم]. أي أن النبي عليه الصلاة والسلام، رحمها وأشفق عليها من مشقة الحمل الثقيل الذي تحمله على رأسها، فأراد أن يركبها خلفه على البعير، ليوصلها إلى مقصدها!!]. قالت أسماء: فاستحييت أن أسير مع الرجال!! وذكرت الزبير وغيرته، وكان من أغير الناس!! قالت أسماء: فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إني قد استحييت فمضى!! فجئت إلى الزبير فقلت: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه،فأناخ لأركب،فاستحييت منه، وعرفت غيرتك! [رواه البخاري]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم