أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثمانون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) التاسع عشر: إنها امرأة تحتسب الأجر في كل عمل، ولا تخالف الزوج أو تعصيه قال - صلى الله عليه وسلم :إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح» [رواه البخاري]. العشرون: الزوجة الصالحة تحفظ الأسرار ولا تنشرها ولا تذيع سر زوجها ولا أسرار حياته، أما سمعتم بالنكت السمجة والعبارات المخلة بالأدب والمروءة، وتلك تتحدث عن فعل زوجها؟! أما الزوجة الصالحة فقد سمعت ووعت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها» [رواه مسلم]. الحادي والعشرون: ذكر الله - عز وجل - بعض صفات الصالحات، فقال تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ [النساء: 4] أي فالصالحات من النساء مطيعات لأزواجهن، تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله، وتعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنها: «رعاية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها». بل حتى في نوافل الطاعات تستأذنه وتطيع أمره، قال - صلى الله عليه وسلم - : «لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه» [رواه البخاري]. الثاني والعشرون: الزوجة الصالحة امرأة عاقلة تتبع مواضع الرضا من زوجها؛ فلا تشوش ذهنه ولا تكدر خاطره، وإليك هذه القصة لتعلم ذلك: قال - صلى الله عليه وسلم - : «ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «ولود ودود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى» [رواه الطبراني]. ولعل في إيراد قصة أبي طلحة عندما قدم من السفر وما فعلت أم سليم -رضي الله عنهما- أصدق صورة للمرأة الصالحة. فقد مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة: أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، فغضب! وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» [رواه الإمام أحمد]. الثالث والعشرون: الزوجة الصالحة امرأة وفية جبلت على ذلك، روي عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ، وكانت قطعت أصابع يديها، وهي تدافع عنه يوم قتله، أن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- خطبها، فقالت: ما يعجب الرجل مني وأصابعي مقلعة؟! فقيل لها: ثناياك، فكسرت ثناياها! وقالت: لا أبغي بعثمان - رضي الله عنه - بديلاً. ويقول ميمون بن مهران رضي الله عنه: خطب معاوية أم الدرداء -رضي الله عنها- فأبت أن تزوجه وقالت: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم «المرأة لآخر أزواجها» ولست أريد بأبي الدرداء بديلا! بل ذكر أصحاب السير والتراجم: أن فاطمة بنت عبد الملك - رحمه الله - كانت بنت خليفة وزوجة خليفة، وأخت أربعة من الخلفاء، زفت إلى زوجها يوم زفافها، وهي مثقلة بالذهب والمجوهرات والحلي، فلما أراد عمر بن عبد العزيز الخروج من المظالم خيرها بين زوجها وبين خروجها من حليها، فاختارت زوجها فوضع عمر تلك الحلي والمجوهرات في بيت مال المسلمين، ولما توفي أراد من أراد أن تأخذ أموالها وحليها من بيت مال المسلمين، فقالت: ما كنت لأطيعه حيًا، وأعصيه ميتًا، تعني زوجها عمر بن عبد العزيز. والزوجة الصالحة حافظة لسرك ومدخلك ومخرجك؛ فلا تفشي سرًا ولا توغر صدرًا ولا تسعى إلا لرضاك بعد رضا الله - عز وجل -. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم