أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثمانون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثمانون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : *نعمة نكاح الصالحات ثماره وآثاره (والشكرلله) تاسعًا: إعانة الله - عز وجل - لمن أراد النكاح فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «ثلاثة حق على الله عونهم» وذكر منهم: «الناكح يريد العفاف»، وقد زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل الذي لم يجد عليه إلا إزاره، ولم يقدر على خاتم من حديد، ومع هذا فزوجه بتلك المرأة، وجعل صداقها عليه أن يعلمها ما معه من القرآن. قال ابن كثير -رحمه الله-: (والمعهود من كرم الله -تعالى- ولطفه أن يرزقه ما فيه كفاية لها وله..) عاشرًا: إن النكاح عند أهل العلم والفقه الشرعي مقدم على نوافل العبادات، وقد ذهب جمع من الفقهاء إلى أن الزواج يقدم على الحج، مع أن الحج ركن من أركان الإسلام وفيه إعفاف للزوج والزوجة في زمن الفتن. الحادي عشر: حصول المرأة على الأجر، الأجر المماثل لأجر الرجل المجاهد بحسن تبعلها لزوجها وقيامها على أسرتها، والزوج هو السبب في ذلك إذا احتسب ونوى ذلك. الثاني عشر: إن نكاح الصالحات من متاع الدنيا وجمالها وبهائها، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» [رواه مسلم]. ألق نظرة إلى هذا التفاهم الجميل والانسجام في حياة الأخيار، قال أبو الدرداء لأم الدرداء: (إذا غضبت فرضيني، وإذا غضبت رضيتك، فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق)[روضة العقلاء، ص122.] الثالث عشر: المرأة الصالحة تعين على نوائب الدهر وتقلبات الأيام وأمور الدنيا، والأمثلة أكثر من أن تحصى في التاريخ القديم وسير الصالحات في عصرناهذا. لما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من غار حراء، بعد أن أتاه الملك، كان فؤاده يرجف خوفًا وفزعًا، فدخل على زوجته الصالحة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- فقال لها: «زملوني! زملوني!» فزملوه حتى ذهب عنه الخوف، ثم قص -عليه الصلاة والسلام- الخبر على خديجة، وقال: «والله لقد خشيت على نفسي»!! فقالت له خديجة بلسان الزوجة الصالحة الناصحة المواسية لزوجها في محنته: كلا! والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم؛ وتقري الضيف؛ وتحمل الكل؛ وتكسب المعدوم؛ وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة وكان امرءًا قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك! فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى!! يا ليتني فيها جذعًا! يا ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك! فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «أومخرجي هم؟» قال: نعم! لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي! وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا!، ثم لم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة!! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم