أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : ما سبب تغير أحوالهم؟ فعلى المسلم أن يتنبه لهذه المسؤولية في ماله، وأن يحاسب نفسه في هذا المال، وأن يتوقع المكاسب، ويفحص المكاسب، هل هي حلال أو حرام؟ ولا يذهب مع الناس أو يجره المال، لأن بعض الناس يجره ماله إلى أن، يدخل في المداخل المحرمة من باب الاستثمار كما يسمونه، فيدخل في المداخل المحرمة، ويجاري الناس في معاملاتهم التي لا تجوز، ولا يسأل عن هذا ولو سأل وأفتي بغير ما يريد ما قبل الفتوى، وإنما يسأل يلتمس المخارج، وقد يجد من يفتيه ما يريد، لكن ذلك لا يُنجيه أمام الله سبحانه وتعالى، فعلى المسلم الذي رزقه الله مالاً أن يشكر الله عز وجل، وأن يحمده على هذه النعمة، وأن يكون هذا المال له لا عليه، أن يجعل هذا المال خادماً له، لا يخدم المال، وإنما يستخدم المال في طاعة الله سبحانه وتعالى، تعلمون قصة قارون الذي أتاه الله (مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ) يعني:لا تفرح فرح بطرٍ، فرح بطرٍ وأشر(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ* وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)استخدم المال للآخرة وأيضاً لمصالحك في الدنيا(وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) ماذا قال؟ (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)ليس لله فضلٌ في هذا، وإنما أنا الذي حصلته بخبرتي ومعرفتي، وليس لله فضلٌ علي في ذلك (أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ)ماذا كانت النتيجة؟ (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا)لأنهم قالوا(يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا)كما خسف بقارون، فالله جل وعلا بالمرصاد، وهو يبتلي عباده بالسراء والضراء بالغنى والفقر والنتيجة تحصل في المستقبل ولا محالة، فعلينا أن نتذكر هذا، وأن نحاسب أنفسنا، وأن ننظر في مواقع أقدامنا في جمع هذا المال، نكون على حذر منه دخولاً وخروج، ونسأل الله الإعانة على السلامةِ منه، فالمال لا يفرح به من أجل الترفع، أو من أجل الشهوات، وإنما يفرح به، لأنه يكون للمؤمن عوناً على طاعة الله سبحانه وتعالى، يعتدل الإنسان، يعتدل في صرفه، ويعتدل أيضاً في منعه (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. تذكر أيها الغني من أين جاءك هذا المال؟ تذكر من أين جاءك؟ من الذي أعطاك هذا المال؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى ولو شاء لأفقرك، أحمد الله على ذلك، وسأله الإعانة على السلامة من مسؤوليتاه، وتذكر أحوال الفقراء، والمعوزين، الذين ليس عندهم مال فجد عليهم مما أعطاك الله، مما يكون دُخلاً لك عند الله سبحانه وتعالى، قدر النعم التي أنت فيها ولا تسرف، ولا تبذر، فإن هذا المال ليس لك في الحقيقة، إنما أنت مبتلاً به ومستخلف فيه، وسينتقل إلى غيرك، فتنبه لهذا، تنبه لهذا، تذكر أنك كنت فقيراً معدماً خرجت من بطن أمك ليس معك شيء، قد تكون عشت في هذه الدنيا فقيراً ثم رزقك الله سبحانه وتعالى، تذكر هذا، تذكر من ليس عنده مال من هو محتاج، قدر النعمة لا تستهن بالنعم، لأن بعض الناس يُقيم الموائد الكبيرة، ويصنع الأطعمة الكثيرة، وفي النهاية تلقى في المزابل تلقى في المزابل حتى ما يوزعها جيرانه والمحتاجين الذين هم بحاجةٍ إلى لقمة العيش، لا يتفطن لهذا، ملأ بطنه، ولا يسأل عن الناس، النبي صلى الله عليه وسلم مر في طريقه وفيه في الأرض تمرة فأخذها صلى الله عليه وسلم، فأخذها بيده الشريفة، وقال: لو لا أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها ، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليُمط ما عليه من الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فالمسرف من إخوان الشياطين قال تعالى (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)، فقدوا نعم الله عليكم واشكرها واحترموها ولا تسرفوا فيها ولا تبخلوا بها واعملوا أنه عارية عندكم ستسألون عنها يوم القيامة وستسترد منكم إلى غيركم. [الأنترنت – موقع الشيخ صالح الفوزان ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم