أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والسبعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان :*شكر الله على المال الحلال اعلموا أن المال فتنة، اختبار وابتلاء، قل من ينجو من مسئولياته وتبعاته قال الله سبحانه وتعالى:(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، وقد فاض المال على كثير من الناس في هذا الزمان، بمقادير كبيرة تخرج عن سيطرتهم، فالله يُعينهم على مسئوليتها وتبعاتها، في الحديث: لا تزالٌ قدم عبدي حتى يُسأل عن أربع: وذكر منها وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ فيُسأل عنه مسألتان: الأولى: من أين اكتسبه؟ من حل ومعاملات طيبة ومكسبِ نزيه، أو اكتسبه من حرام من ربا من سرقة من غش من خديعة من رشوة من قمار وغير ذلك من الوجوه المحرمة سيُسأل عنه درهماً درهم. المسألة الثانية: فيما أنفقه؟ إذا كان اكتسبه من مالٍ حلال، كسباً حلال سلم من دخوله عليه، ولكن يبقى فيما أنفقه، أنفقه في طاعة الله، أنفقه في المباحات، أنفقه في وجوه الخير، فإنه يسلم من تبعته خروجه منه وإنفاقه، وأمَّا إن أخفق في إحدى الحالتين فإنه يهالك، فما بالكم بمن بمن أخفقه في الحالتين اكتسبه من حرام وأنفقه في الحرام دخوله وخروجه إثمٌ عليه والعياذ بالله، كثيرون من الناس لا يلتفتون إلى هذا وإنما هم في نهمة من جمع المال من أي وجه في الحديث يأتي على الناس زمانٌ لا يُبالي الإنسان من أين أخذ المال لا يُبالي من أين أخذ المال؟ من حلال أو حرام همه جمع المال تضخيم الأرصدة ولا يسأل عن العواقب والمداخل والمخارج، فلا حول ولا قوة إلا بالله، الله جلَّ وعلا نهى عن الإسراف والتبذير، والإسراف:هو الإنفاق من غير حاجه، في غير وجه، في غير وجه صحيح، والتبذير:لا يُبالي أين وضعه؟ وإنما يتبع هواه ورغبته دون نظر إلى موضعه الذي وضعه فيه هل هو حلال أم حرام؟ كثيرون من الناس يجمع يستخدم المال للأسفار المحرمة إلى بلاد الإباحية، وبلاد الكفر والشرك ليتمتع هناك بهذه الأموال في مال الله عز وجل يستخدمه في شهواته المحرمة، ويرتع ويسرح ويمرح ولا يعلم ولا يستحضر أن الله سيسأله يوم القيامة عن ذلك كله، وكذلك الجانب الآخر:البخل والتقتير يمسك المال فلا ينفق منه على نفسه حتى، يُقتر على نفسه أو على زوجته وأولاده وقرابته، يُقتر ويبخل، فقد ذم الله في بخله في كتابه في آيات كثيرة، قال تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) سيطوقون بما بخلوا به يوم القيامة يجعل طوقاً في أعناقهم، طوقاً حامياً يعذبون بها في نار جهنم، كثر المال أو قل يجعل طوقاً في عنقه يوم القيامة، وُمثل له ثعبان في قبره ممتلئ بالسم يلدغه، يأخذ بملزمتيه فيلدغه ويخرج ما به من السم ويقول له أنا مالك، أنا كنزك (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)، والمراد (يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) يعني: لا يخرجون زكاتها، أمَّا إذا زكى المال وأخرج زكاته فليس بكنز.. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم