أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والسبعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : ما سبب تغير أحوالهم؟ لا شك أنه المعاصي التي وقعوا فيها من الشرك، والفواحش، والرقص، والغناء، واللهو، والباطل، والزنا، والربا، والخمور، والمنكرات، والمخدرات وما أشبهها، لما أنهم أعلنوها، عوقبوا بسلب النعم. كذلك -أيضا- عدم احترام نعم الله؛ أي كونهم -مثلا- يلقونها مع القمامات، ولا يعرفون قدرها ولا أهميتها. نقول: إن هذا من كفر النعم، وإن الإنسان عليه أن يحترم نعم الله -تعالى-؛ ولو كانت قليلة؛ ولو كانت حبات من الأرز، أو نحوه؛ ثبت في الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا أكل أحدكم، فلا يمسح يده حتى يَلعَقها، أو يُلعِقها حتى يلعقها بنفسه، أو يعطيها خادمه، أو ولده ، يقول: ألعق أصابعي؛ لما عليها من الطعام، من حبات طعام مثلا أو دسم أو نحو ذلك؛ لأن هذا من نعم الله -تعالى- لم يرخص له أن يمسحها وفيها شيء من الطعام؛ لأن هذا إفساد لهذا الطعام، بهذه الحبات، ونحوها. وكذلك يقول -صلى الله عليه وسلم- إذا سقطت لقمة أحدكم على الأرض، فليأخذها، وليمط ما فيها من التراب والأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان . اللقمة إذا سقطت؛ مع أنها قد تكون قليلة، وقد تسقط على الأرض؛ لأنهم في ذلك الوقت ما كان عندهم سفرة، ولا خوان -غالبا- يجلسون على الأرض، فتسقط اللقمة على الأرض، أمره بأن يأخذها وأن يزيل التراب الذي عليها، وأن يأكلها، وأنه أخبر بأنه إذا تركها؛ فإنه يكون قد تركها للشيطان. وكذلك كان يأمر بأكل ما تساقط، ما تساقط على السفرة من الحبات، يأمر بأكله، وعدم إضاعته. وهكذا -أيضا- أمر بلعق الصحفة، الصحفة التي يكون فيها الطعام، قد يكون الطعم الذي فيها طعم دسم، أو نحوه؛ ورد في بعض الآثار: أن الصحفة تستظهر لمن يلعقها. بمعنى: أن فيها نعمة؛ ولو كان شيئا يسيرا، أليس ذلك كله لأجل المحافظة على نعم الله -تعالى- وعدم إضاعتها، وعدم التعرض لإزالتها؟ فكيف بالذين إذا عملوا وليمة صرفوا فيها أطعمة كثيرة؟ يعني: الذي يكفي -مثلا- ألفا، أو خمسمائة؛ مع أن الذين يأتونهم عشرة أو مائة أو خمسون، الطعام يكفي ثلاثمائة، أربعمائة، خمسمائة. لا شك أن هذا إسراف، وأن الواجب عليهم أن يقتصدوا، وأن يقللوا من جعل هذه الأطعمة؛ فيقتصروا على ما هو ضروري، البقية إذا كان عندهم زيادة مال يريدون إنفاقها فإنهم يستطيعون، أو يجدون مصرفا يصرفونها فيه؛ وذلك هو شكر الله -تعالى- بها. فنقول: إن الله -تعالى- ابتلانا بما فتح علينا من هذا المال ابتلاء، فنتذكر أن هذا الابتلاء؛ لأجل الاختبار، نتذكر قول سليمان - عليه السلام- لما تمت عليه النعمة قال: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ اعترف سليمان بأن النعم التي أعطاه الله، أنها ابتلاء من الله، وأنه فضل من الله، فضل من ربي: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ هل أشكر نعم الله التي أعطاني أم أكفرها؟ وأخبر بأن من شكر؛ فإنما يشكر لنفسه؛ وذلك لأن الشكر تدوم به النعم.[ الأنترنت – موقع ابن جبرين ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم