أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : جاءت الأدلة في النهي عن إفساد الأموال والأمر باحترامها: والإخبار بأنها إذا كفرت فرت؛ ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يمشي في الطريق، فرأى تمرة تمرة ساقطة في الأرض، ولم يتركها فرفعها، وقال: لولا أنها من الصدقة لأكلتها ، وأعطاها من يأكلها، تمرة واحدة ما طابت نفسه أن يتركها يطؤها الناس، وتتلوث بالتراب، وروي -أيضا- أنه رأى كسرة خبز، سقطت على الأرض في بيت عائشة فرفعها، وأزال ما عليها من التراب، وقال: يا عائشة أكرمي جوار نعم الله؛ فإنها قلما نفرت عن قوم، فكادت أن ترجع إليهم كسرة خبز، رآها على الأرض، ما سمحت نفسه أن يتركها يطئونها، أو يلقونها مع القمامات، وما أشبهها؛ ذلك لأنها نعم من نعم الله تعالى؛ هناك من يحتاجها، هناك من يتمناها. فنقول لأهل هذه الأموال -الذين يسرفون في الولائم والأطعمة، وما أشبهها؛ سواء طعام أنفسهم أو طعام من يستضيفهم، أو من يكرمونه بضيافة ونحوها- نقول لهم: اقتصدوا في النفقة، وإياكم والإسراف، وإفساد الأموال؛ حتى لا تسلب عنكم ما أنتم فيه؛ فإن كثيرا وكثيرا من الدول عملوا مثل هذه الأعمال، فسلبت عنهم. كان آباؤنا يضربون المثل بالشام وبالهند فيقولون: الشام شامك إذا الدهر ضامك، والهند هندك إذا قل ما عندك. ثم يقولون: إنهم عندهم الثروة، وعندهم الأموال ونحوها، يذكر كثير منهم قبل خمسين أو ستين سنة، أنهم كانوا في نعم، وأنهم كانوا في رفاهية، ثم إنهم لم يشكروا نعم الله، فكانوا إذا جعلوا أطعمة كثيرة، أطعمة من الأرز، ومن الخبوز، ومن اللحوم، ومن الفواكه، وما أشبهها، وفضل منها فضلة، ماذا يفعلون بها؟ يلقونها مع القمامات، يلقونها في صناديق القمامة، وكأنها لا قدر لها، ولا قيمة لها؛ مع أنها من نعم الله -تعالى- ومن فضله الذي تفضل به عليه؛ فيفعلون ذلك، ويتلفون أموالا طائلة؛ فكانت العاقبة أن ذهبت تلك الثروات، وخسروا كثيرا، وعاقبهم الله -تعالى- بأن سلبهم، أو سلب كثيرا منهم ما كانوا فيه من تلك الرفاهية وذلك الخير. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم