أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والسبعون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : *نعمة المال وكيفية شكرها وأما نعمة الثروة.. ونعمة المال، فهي التي ينبغي أن يعرف الإنسان قدرها؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب ؛ فإذا أعطاك الله -تعالى- شيئا من الدنيا، فلا تعتقد أن ذلك لشرفك، ولفضلك؛ ولكن اعتقد أنه من الاختبار والامتحان؛ هل تشكر ما أعطاك الله أم تكفر؟ فإن شكرت.. فهنيئا لك، وأبشر بالزيادة، وإن كفرت.. فإنك متعرض لإزالة هذه النعمة ولذهابها. تذكر أن ربنا -سبحانه- قد أعطى الدنيا أناسا، فكفروها، فسلبت منهم أحوج ما كانوا إليها، تذكر قصة قارون الذي يضرب به المثل في كثرة أمواله، آتاه الله كنوزا وذخائر؛ حتى إن المفاتيح -مفاتيح الخزائن- إذا جمعت، يعجز عن حملها عصبة من الرجال: مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ؛ أي جماعة من أهل القوة يعجزون عن حمل مفاتيح تلك الخزائن. وماذا كانت حالته لما أن قومه وعظوه وقالوا: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ؟ أي لا يكون فرحك فرح أشر، وفرح بطر: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ أي اصرفه في الدار الآخرة، وأنفقه فيما يقربك عند الله تعالى: وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا أي تمتع بما أنت محتاج إليه، وبما يسد حاجتك وخلتك وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ماذا قال؟ قال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي اعتقد أنه أوتي هذا المال على شرف، أنه أوتيه؛ لأنه شريف، أو أوتيه؛ لأنه عالم. عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أي: على معرفة؛ أني أعرف المكاسب، وأعرف التجارات، وأعرف كيف أتصرف في الأمور، وأعرف كيف أكتسب المال؛ فجعل ذلك علامة على أنه على خير. هذه الكلمة فيها كفر لنعم الله، لم يقل: آتاني الله -تعالى- ذلك اختبارا وامتحانا، فلما لم يعترف بأن هذا اختبار، وبأن المال يعطيه الله –الدنيا- من يحب ومن لا يحب إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب . لما أنه افتخر بأن هذا بفضل قوته؛ أي جمعت هذا المال بقوتي، وبذكائي، وبحنكتي، وبمعرفتي، وبخبرتي، وتجربتي، ولم يقل: الله -تعالى- هو الذي يسر لي ذلك، ولا هو الذي سهل ذلك الأسباب، لما أنه كفر نعمة الله، ولم يعترف بفضله، عند ذلك عاقبه الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ }خسف الله -تعالى- به، وبأملاكه، وبجميع ما يدخره، خسف الله به الأرض؛ فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة، وما نفعه ماله، ولا دفع عنه. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم