أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : وهنا تساؤل: لماذا قُدِّمَ في سورتي آل عمران والتوبة البنون على الأموال؟ قال تعالى في آل عمران: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران:14]، وقال في التوبة: {قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:24]. فالجواب: لمَّا يذكر سبحانه الحبَّ الفطري يؤخر الأموال؛ لأن الأموال تترك للأبناء؛ يعمل ويكد ويعلم أنه ميت ويترك الأموال للأبناء. أما في مواطن الإلهاء قدَّم الأموال على الأولاد مع أن حُبَّ الأولاد أكثر لكن الالتهاء بالمال يكون أكثر؛ لذا قدَّم الأموال على الأولاد للتحذير. قال ابن حيان رحمه الله: "لمَّا كان المال في باب المدافعة والتقرب والفتنة أبلغ من الأولاد قُدِّم ، بخلاف قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَآءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ} [آلِ عمران من الآية:14]؛ فإنه ذكر هنا حُبَّ الشهوات، فقدَّم فيه البنين على ذكر الأموال" (البحر المحيط: [2/295]). وهنا تساؤل أيضاً: هل طلبُ المال والولد مذمومٌ لما يحدث من وجودهما من آفات ومفاسد؟ الجواب: إن سنة الأنبياء والفضلاء التحرز في الدعاء بطلب الولد : فهذا زكريا عليه الصلاة والسلام تحرَّز فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران من الآية:38]، وقال: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم من الآية:6]. وتحرَّز إبراهيم فقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات:100] وتحرز المؤمنون فقالوا: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَامًا} [الفرقان:74] . وتحرز الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته لأنس بن مالك رضي الله عنه فدعا له بالبركة في ماله وولده فقال: «اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِي مَا أَعْطَيْتَهُ» (البخاري: بدء الوحي، [6378]). والولد إذا كان بهذه الصفة كان نَفْعاً لأبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة. وهكذا فليتضرع العبد إلى مولاه في هداية ولده، ونجاته في أُولاَه وأُخرَاه اقتداءً بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والفضلاء. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام - مجلة البيان - اقتران الأموال والأولاد في القرآن؛ حِكَمْ وأسرار - توفيق علي الزبادي ]