أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السبعون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السبعون في موضوع الشكور وهي بعنوان : * إتقاء الفتنتين فيجب على المؤمن أن يتقي الفتنتين، فيتقي الأُولَى بكسب المال من الحلال وإنفاقه في سبيل البر والإحسان، ويتقى خطر الثانية من ناحية ما يتعلق منها بالمال ونحوه بما يشير إليه الحديث. ومن ناحية ما أوجبه الدين من حُسْن تربية الأولاد وتعويدهم الدين والفضائل وتجنيبهم المعاصي والرذائل (تفسير المراغي: [9/196]). وقال السمرقندي رحمه الله: "إنما ذكر الأموالَ والأولادَ؛ لأن أكثر الناس يدخلون النار لأجل الأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أنه لا ينفعهم في الآخرة؛ لكيلايفني الناس أعمارَهم لأجل المال والولد ؛وإنما ذكرالله تعالى الكفار،لكي يعتبربذلك المؤمنون (بحر العلوم: [1/221]). فعلى العاقل أن يعتبر بالآيات ولا يغتر بكثرة الأعداد من الأموال والأولاد وعدم اجتهاده؛ لمعاده فإن الله يمتِّعه قليلاً ثم يضطره إلى عذاب غليظ" (روح البيان: [1/12]). الأموال والأولاد قد تُقعِد المسلم عن العمل لدين الله:"إن الأموال والأولاد قد تقعد الناس عن الاستجابة خوفاً وبخلاً. والحياة التي يدعو إليها الإسلام حياة كريمة، لا بد لها من تكاليف، ولا بد لها من تضحيات؛ لذلك يعالج القرآن هذا الحرص بالتنبيه إلى فتنة الأموال والأولاد فهي موضع ابتلاء واختبار وامتحان وبالتحذير من الضعف عن اجتياز هذا الامتحان، ومن التخلف عن دعوة الجهاد وعن تكاليف الأمانة والعهد والبيعة؛ واعتبار هذا التخلف خيانة لله والرسول، وخيانة للأمانات التي تضطلع بها الأمة المسلمة في الأرض؛ وهي إعلاء كلمة الله وتقرير ألوهيته وحدَه للعباد، والوصاية على البشرية بالحق والعدل ومع هذا التحذير التذكير بما عند الله من أجر عظيم يرجح الأموال والأولاد، التي قد تُقعِد الناس عن التضحية والجهاد" (الظلال: [3/1497]). "فإذا انتبه القلب إلى موضع الامتحان والاختبار، كان ذلك عوناً له على الحذر واليقظة والاحتياط؛ أن يستغرق وينسى ويخفق في الامتحان والفتنة. ثم لا يدعه الله بلا عون منه ولا عوض. فقد يضعف عن الأداء بعد الانتباه؛ لثقل التضحية وضخامة التكليف وبخاصة في موطن الضعف في الأموال والأولاد؛ إنما يلوِّح له بما هو خير وأبقى، ليستعين به على الفتنة ويتقوى: {وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}. إنه سبحانه هو الذي وهب الأموال والأولاد. وعنده وراءهما أجر عظيم لمن يستعلي على فتنة الأموال والأولاد، فلا يقعد أحد إذن عن تكاليف الأمانة وتضحيات الجهاد" (الظلال: [3/1497]). "ومن أجل ذلك حذَّر الله المؤمنين من الاشتغال بالأموال والأولاد عن ذكره فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9]؛ خص الأموال والأولاد بتوجُّه النهي عن الاشتغال بها اشتغالاً يلهي عن ذكر الله؛ لأن الأموال مما يكثر إقبال الناس على إنمائها والتفكير في اكتسابها؛ بحيث تكون أوقات الشغل بها أكثر من أوقات الشغل بالأولاد. ولأنها كما تشغل عن ذكر الله بصرف الوقت في كسبها ونمائها، تشغل عن ذكره أيضاً بالتذكير لكنزها؛ بحيث ينسى ذكر ما دعا الله إليه من إنفاقها. وأما ذكر الأولاد فهو إدماج؛ لأن الاشتغال بالأولاد والشفقة عليهم وتدبير شؤونهم وقضاء الأوقات في التأنس بهم من شأنه أن ينسي عن تذكُّر أمر الله ونهيه في أوقات كثيرة فالشغل بهذين أكثر من الشغل بغيرهما. وفيه أن الاشتغال بالأموال والأولاد الذي لا يلهي عن ذكر الله ليس بمذموم" (التحرير والتنوير: [28/225]). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم