أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والستون في موضوع الشكور

نبذة عن الفيديو

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع الشكور وهي بعنوان : أهمية سجود الشكر: هو عبادة عظيمة تشترك فيها الأعضاء السبعة وكذلك فإن سجود الشكر فيه تعبير عن حمد العبد لربه فهل يشرع أن نسجد دائماً؟ الجواب: لا. لماذا؟ لأننا نتبع السنة؛ فالسنة السجود عند حدوث النعمة، تَجدد نِعمةٍ هذه التي نسجد لها لله، هذه هي السنة فإن قال قائل: لماذا يشرع السجود عند النعمة المتجددة ولا يشرع السجود عند النعمة المستدامة؟ الجواب: أولًا: لأن النعمة المتجددة تذكر بالنعمة المستدامة. ثانياً: أن النعمة المتجددة تستدعي عبادة متجددة فلذلك كان سجود الشكر. ثالثاً: إن وقوع النعمة وحدوثها يسبب للشخص نوعاً من فرح النفس وانبساطها فيجر إلى الأشرَ والبطر، افرض أن إنساناً جاءك، قال: لقد ربحتَ مائة ألف، ماذا يحصل في النفس؟ يحصل الفرح والانبساط، وهو ربما يجر إلى الأشر والبطر، فيأتي سجود الشكر لكي يطامن هذه النفس،ويظهر الذل والخضوع لرب العالمين، لأن السجود عبودية وذل وخضوع، وهنا تظهر فائدة من فوائد سجود الشكر. الفرق بين حال المسلم وأهل الجهل والبطر عند حدوث نعمة ، وأهل الجهل والبطر إذا جاءهم نعمة يصيحون صياحاً من الفرح، وكذلك فإنهم يقعون في أنواع من المعاصي لكن المسلم إذا تجددت له نعمة سجد شاكراً لله رب العالمين والإنسان المسلم لو وقعت به مصيبة فإن تذكره أن هذه المصيبة هي أخف من الأعظم منها يدفعه إلى حمد الله وشكره ولذلك لا يوجد صاحب مصيبة تفكر في مصيبته إلا وجد أن فيها نوعاً من النعمة؛ أن الله ما قدر عليه مصيبة أكبر منهافيحمد المؤمن الله على كل حال وعند تجدد الأحوال ربنا صاحبنا وأفضل علينا ولذلك كان من الأدعية التي يقولها المسافر كما ورد في الحديث الصحيح: "سمع سامعٌ بحمدِ اللهِ وحُسنِ بلائِه علينا . ربَّنا صاحِبْنا وأفضِلْ علينا . عائذًا بالله من النارِ "صحيح مسلم ،يعني: كن صاحباً لنا في السفر، وحامياً، وحافظاً وزدنا من فضلك أقول هذا حال كوني- عائذاً بالله من النار). وكذلك قال بعض السلف : "يا بن آدم! إن أردت أن تعرف قدر نعم الله عليك فأغمض عينيك لترى كيف يكون وضع الأعمى. ونعم الله سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى، قال تعالى: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاتُحْصُوهَا"[النحل:18] .. "وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً" [لقمان:20] فقال السلف : النعم الظاهرة: الإسلام، والنعم الباطنة: أنه سترنا على المعاصي.فنقارف المعاصي والله سبحانه وتعالى يسترنا وهذه من النعم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم