أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والستون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والستون في موضوع الشكور وهي بعنوان : نعم الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا أفضل من نعمه علينا فيما بسط لنا منها قال بعض السلف: أي:كوننا حرمنا من النعم؛ من التوسعات الدنيوية، هذه بحد ذاتها نعمة وذلك أن الله لم يرض لنبيه الدنيا،كان يتكئ على رمل، سريره من الرمل، ما رضي من عمر لما ذكر له كسرى وقيصر وما هم فيه من النعيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على الرمل وقد تأثر جنبه، قال: (أمَا تَرْضَى أنْ تكونَ لهمْ الدنيا ولنَا الآخرةُ ؟!) صحيح البخاري . *بلغني عن بعض العلماء أنه قال: ينبغي للعالم أن يحمد الله على ما زوى عنه من شهوات الدنيا، كما يحمده على ما أعطاه، وأين يقع ما أعطاه الله والحساب يأتي عليه إلى ما عافاه الله ولم يبتله، هذا الحرمان لبعض الأشياء من الدنيا هو بحد ذاته نعمة؛ لأنه ربما لو أعطانا إياها لانشغلنا عن عبادته وذكره، وانشغلنا عن طلب العلم، والدعوة إلى سبيله سبحانه وتعالى ونحن دائماً ينبغي أن نتحدث بالنعم ونكرر ذكرها ونشكر الله عليها، والأشياء التي حرمنا منها نشكر الله أن كان هذا قدرنا، ونسأل الله المزيد من فضله، ونسأل الله العفو والعافية الدائمة، ونحذر أشد الحذر من أن نكون من الذين استدرجهم الله، فإن الله عز وجل قال:{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لايَعْلَمُونَ} الأعراف:182 ( 5 ): شكر الله على النعم بالنعم نفسها وكذلك من الأسباب التي توصل العبد إلى مرتبة العبد الشكور: أن يشكر الله بالنعم التي أعطاه الله إياها، أعطاك مالاً فاشكره بالمال،وتصدق منه، أعطاك جوارح فاشكره بالجوارح. *كيفية شكر الجوارح : قال رجل لـأبي حازم : ما شكر العينين يا أبا حازم ؟ قال: "إن رأيت بهما خيراً أعلنته، وإن رأيت بهما شراً سترته، قال: فما شكر الأذنين؟ قال: إن سمعت بهما خيراً وعيته، وإن سمعت بهما شراً دفعته، قال: فما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما، قال: فما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاماً وأعلاه علماً، قال: فما شكر الفرج؟ قال: قال الله: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"[المؤمنون:5-7]. فبعض الناس يتصور أن الشكر فقط في اللسان أن يقول: الحمد لله بلسانه وينسى أن الأعضاء عليها واجبات الشكر ثم لا يشكر الله بيديه، ولا بعينيه ، ولا بأذنيه، ولا برجليه، فيمشي إلى الطاعات،إلى حلق العلم، يغيث ذا الحاجة الملهوف. ( 6 ): سجود العبد لله شكراً عند تجدد النعمة ومن الأسباب التي توصل العبد إلى منزلة العبد الشكور: أن يسجد العبد لله شكراً عند تجدد النعم، فقد جاء في الحديث الصحيح: ( أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلمَ كانَ إذا جاءَهُ أمرٌ يُسَرُّ بهِ خرَّ ساجدًا شكرًا للهِ تعالى) صححه ابن القيم. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم