أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الستون في موضوع الشكور
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الستون في موضوع الشكور وهي إستكمالا للماضية والتي هي بعنوان : شكر النعم والتحدث بها دائماً ( 4 ): نسبة النعمة إلى المنعم : ومن الأشياء التي توصل العبد إلى أن يكون عبداً شكوراً: نسبة النعمة إلى المنعم، لأن كثيراً من الناس إذا سئل عن هذا، قال: هذا باجتهادي، وهذا بذكائي، وهذا بخبرتي وتجربتي ولا ينسب النعمة إلى الله، فإذا أردنا أن نكون من عباده الشاكرين يجب أن ننسب النعمة إلى الله، ونرد الأمر كله إليه. انظر إلى الذي من قبله جاءت النعمة قال محمد بن المنكدر لـأبي حازم :يا أبا حازم ! ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير، ما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيراً قط، قال أبو حازم : لا تظن أن ذلك من قبلك ولكن انظر إلى الذي من قبله جاءت النعمة هذه- أن وضع لك المحبة في قلوب الناس- فاشكره، ثم قرأ عليه قول الله عز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا" مريم:96 ومن هذا القبيل ما يقع إذا نزل المطر قالوا: هذا بسبب النوء الفلاني، هذا بسبب النجم الفلاني، هذا بسبب الفصل الفلاني، فلم يذكروا الله، ولم ينسبوها إلى الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: (ألم تروا إلى ماقال ربُّكم ؟ قال : ماأنعمتُ على عبادي من نعمةٍ إلاأصبح فريقٌ منهم بها كافرين .يقولون: الكواكبُ وبالكواكبِ" صحيح مسلم فإذا جاء ذكرها قلنا: هذه من الله، قال الله عز وجل: "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" [النحل:53]. وحمد الله على النعم له فضلٌ عظيم، وتأمل معي هذه الأحاديث: (ماأنعمَ اللهُ على عبدٍ نعمةً فحمِدَ اللهَ عليها ، إلَّا كان ذلِكَ الحمدُ أفضلَ منْ تلكَ النعمةِ) صححه الألباني وفي لفظ آخر:(ما أنعم اللهُ تعالى على عبدٍ نعمةً فقال : الحمدُ للهِ ، إلَّاكانَ الذي أعطى ، أفضلَ مما أخذَ)صححه الألباني. ونعمة الله من الأموال والجاه الولد والزوجة والمناصب ونحو ذلك كلها نعم تستوجب الشكر والحمد هل المحروم من النعم يشكر الله على ذلك؟!! وبعض الناس يقولون: نحن محرومون من النعم، مثلاً: شخص ليس عنده وظيفة جيدة، ليس عنده دخل جيد، محروم من أشياء من الدنيا، هل يحمد الله على هذا؟ الجواب: نعم. يحمد الله على هذا. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم